تعرضت العاصمة الروسية موسكو ومناطق متاخمة، الثلاثاء، لهجمات بمسيرات أحدثت أضرارًا طفيفة في بعض الأبنية دون سقوط ضحايا، حسب ما أعلن رئيس بلدية موسكو، سيرجي سوبيانين، عبر قناته بتطبيق "تلغرام"، وذكرت وزارة الدفاع أن 8 مسيرات أطلقت باتجاه العاصمة الروسية فيما سمته "هجومًا إرهابيًا من جانب نظام كييف."
وفي وقت لاحق، نفى مستشار بالرئاسة الأوكرانية، مشاركة كييف بشكل مباشر في هجوم بطائرات مسيرة على موسكو، لكنه قال إن بلاده تستمتع بمشاهدة الأمر وتوقع زيادة في تلك الهجمات.
يرى محللون تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك حربًا بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا يمكن أن تشكل حربا موازية للحرب على الأرض ومحاور القتال بين البلدين، ويتوقع أن تكون هجمات الدرونز موسعة في الفترة المقبلة، لا سيما أن لها صدى واسع ويمكن توجيهها عن بعد دون تكلفة مادية كبيرة أو تقنيات كبيرة أو خبرة عسكرية ودراية حربية بالتكتيكات والإنفاق والتسليح.
روسيا تتوعد بالرد
في السياق يرى الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، أن استهداف العاصمة موسكو بالمسيرات يحدث دويًا إعلاميًا كبيرًا، كما حدث في محاولة استهداف الكرملين بالمسيرات قبل أيام والتي لا شك أحدثت هزة معنوية وتمثل تهديدًا لدولة الستار الحديدي.
وتوقع سولونوف بلافريف، ردًا روسيا عنيفًا على تلك الهجمات داخل أرض المعركة منها:
- تشديد الخناق على ما تبقي من بواقي قوات أوكرانية في باخموت
- زيادة وتيرة استهداف العاصمة كييف بالصواريخ وليس المسيرات فقط
- زيادة الضغط أيضًا على ضفاف نهر دنيبروا لمنع أي تكوين عسكري للقوات الأوكرانية في الجبهة الجنوبية
تعليقًا على الهجمات أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده ستدرس طبيعة الرد على الهجمات؛ وأضاف بوتين أن "النظام في كييف حاول أن يرهب ويخيف موسكو بتوجيه ضربات للمراكز السكنية".
وقلل سولونوف بلافريف، من أهمية تلك الهجمات عسكريًا فالهدف الأوكراني مني معنويًا وخلق حالة من الاحتقان في الداخل الروسي، بالأخص أيضًا من دخول البلاد لانتخابات رئاسية في غضون عدة أشهر.
هجوم مقابل هجوم
تأتي هذه الهجمات بعد موجة من الصواريخ المدمرة والطائرات المسيرة، التي أطلقتها روسيا لاستهداف كييف، الإثنين؛ كما يأتي الهجوم الذي تعرضت له موسكو، بعد هجوم آخر بمسيرات روسية طال العاصمة الأوكرانية كييف ليلًا، ما أسفر عن سقوط قتيل على الأقل وجرح آخرين، حسب ما قال رئيس بلدية المدينة، فيتالي كليتشكو.
لمايكولا بيليسكوف الزميل الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الإستراتيجية، أوضح خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن كييف لم تعلن رسميا عن تلك الهجمات، ولكنها رسالة وهي زن استهداف مقابل استهداف، فموسكو خلال الأيام الماضية تعمدت استهداف كييف بعيدا عن محيط العمليات العسكرية.
وتوقع لمايكولا بيليسكوف، استمرار عمليات استهداف العمق الروسي بمسيرات لتفادي الدفاعات الجوية؛ ذكرت عدة قنوات روسية على تلغرام صباح اليوم أنه تم إطلاق النار على أربع إلى عشر طائرات مسيرة في ضواحي موسكو ومنطقة العاصمة وإسقاطها وسط دوي هائل أرعب السكان، وتم إجلاء بعض السكان في شارع بروفسويوزنايا بجنوب العاصمة الروسية عقب أضرار أصابت مباني.
من جانبه قال الباحث في الشأن الدولي، ضياء نوح، إن استهداف موسكو بالمسيرات له طعم خاص ويحقق نوعًا من رد كييف على الضربات الروسية الموجعة للجيش الأوكراني التي تجاوزت عشرات الهجمات في شهر مايو الجاري، ويمكن تقييم أهمية استهداف عاصمة روسيا بالمسيرات كونها تعرضت لهجمات قليلة جدًا بالنظر إلى مناطق روسية أخرى شهدت هجمات أوكرانية كثيفة.
وأضاف ضياء نوح، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن استهداف موسكو بالمسيرات من جانب كييف أو عناصر داعمة للجيش الأوكراني يمثل نوعًا من الضغط على السلطة الروسية، كون العاصمة الحديدية باتت في مرمى نيران وانتقام كييف التي أمطرتها النيران الروسية، لا سيما بالمسيرات والقذائف؛ كما شملت تلك الاستهدافات رسائل أخرى، منها:
- القدرة على الرد في العمق الروسي (موسكو) هو رسالة حرب المسيرات التي لجأت إليها أوكرانيا.
- تشكيل ضغط إعلامي على السلطات الروسية لإنهاء الحرب خشية نيران الدرونز في موسكو.
- استهداف موسكو ومنطقتها الواقعتان على بعد أكثر من ألف كيلومتر عن أوكرانيا بمثابة انتصار عسكري.
- محاولة جديدة لتشتيت الروس عن التوسع في ضم أراضي أوكرانية جديدة.