صباح الأحد، سيجد 5 ملايين شاب أنفسهم أمام صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأكثر تنافسية في تاريخ تركيا، وسط سباق محموم من المرشحين للفوز بأصواتهم.
واتفق محللون سياسيون من تركيا في تعليقهم لموقع "سكاي نيوز عربية" على أن أصوات الجيل الجديد، أو ما يطلق عليه الجيل Z، ستكون لها كلمة الحسم في انتخابات 14 مايو، لكنهم اختلفوا حول ما إن كان ذلك سيكون لصالح الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، أم منافسه مرشح تحالف الأمة المعارض، كمال كليتشدار أوغلو.
رقم صعب
- حسب اللجنة العليا للانتخابات، فإن 4 ملايين و904 آلاف و672 مواطنا يحق لهم لأول مرة المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ويشكلون نسبة 7.7 من الكتلة الناخبة.
- في حال الانتقال إلى جولة إعادة سيكون 47 ألفا و523 مواطنا آخرين من حقهم الإدلاء بأصواتهم لأول مرة.
- أظهر تقرير لمعهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في تركيا (TUSES)، أن معظم الشباب الذين سيصوّتون لأول مرة هم من جنوب شرق الأناضول، والمحافظات التي ستشهد أعلى نسبة من الناخبين الشبان، هي شرناق وهكاري وسيرت وأغري، أما أقلها فهي موغلا وأوردو، وباليسكير وإزمير وبورصة.
توقعات التصويت للمعارضة
المحلل السياسي التركي تورغوت أوغلو، يتوقع أن يفرق جدا تصويت هؤلاء الناخبين الجدد في مسار الانتخابات، وستكون لصالح المعارضة، على أساس:
- إنها المرة الأولى التي سيتمكن 5 ملايين شاب من التصويت، وهو عدد كبير جدا، وربما تكون لهم كلمة الفصل في النتيجة النهائية.
- غالبية الأصوات ستميل نحو التصويت لصالح مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، خاصة الشباب الجامعي؛ فكما ظهر في استطلاعات الرأي، نحو 70 في المئة من الجيل الجديد سيصوتون له.
- الشباب الجامعي شارك بدور كبير في الاحتجاجات على سياسات الحكومة في الفترة الأخيرة، أما الأقل تعليما فهم يميلون للتصويت للرئيس رجب طيب أردوغان.
يتفق معه المحلل السياسي التركي، جواد غوك، في أن تصويت الجيل الجديد سيؤثر سلبا على حظوظ أردوغان، ويبني بدوره توقعه على أن هذا الجيل لم يرَ سوى أردوغان وحكومته، وليس لهم اطلاع على تعقيدات المشهد السياسي في الماضي؛ وبالتالي يتطلع لرؤية تغييرات في المشهد الحالي.
توقعات التصويت للحزب الحاكم
في المقابل، يعارض الدكتور برهان كورأوغلو، أستاذ الفلسفة السياسية في معهد الشرق الأوسط بجامعة مرمرة التركية، الرأي السابق، مرجعا ذلك إلى أن:
- الشباب التركي منقسم إلى قسمين، ما بين من يريد تغيير الحكومة، ومن يرى أن التغيير يجب أن يحدث بشكل شامل.
- أردوغان لديه القدرة على هذا التغيير الشامل؛ وبالتالي الشباب ليسوا متفقين على رأي واحد حتى الآن.
- هناك شباب يقيمون الأوضاع على أساس الحالة الاقتصادية، وهي صعبة، لكنها صعبة في الكثير من دول العالم، وليس تركيا وحدها، والحكومة تُقيم على أساس قضايا أخرى تهم الشباب كذلك، مثل حرية الدولة وتوجهها الجديد في العالم.
وتجري الانتخابات، المتزامنة مع الذكرى المئوية لإعلان جمهورية تركيا، وسط خلافات ومنافسات أخرى بين المرشحين حول قضية تشغل الشباب كذلك، تخص "الهوية" في تركيا.
وتتنوع الأحزاب في توجهاتها ما بين هوية قومية تركية متفردة وعلمانية متشددة، وصولا إلى الهوية الإسلامية، وما بينهما اتجاهات تقبل التعددية.