أثار الشد والجذب المستمر بين وزارة الدفاع الروسية وقوات فاغنر بالتزامن مع المعركة الدائرة في باخموت، تساؤلات بشأن طبيعة العلاقة بين الكرملين والمجموعة العسكرية الخاصة.

فبعد أن حدد رئيس مجموعة فاغنر، رجل الأعمال الروسي النافذ، يفغيني بريغوجين، تاريخا بعينه للانسحاب من باخموت، إن لم يكن لمجموعته ما تحتاجه من ذخيرة، عاد الرجل ليؤكد أنه تلقى وعدا بالحصول على غايته من السلاح. وبعدها قال إن ما وصله من الذخيرة لا يتجاوز 10 بالمئة من المطلوب، لكنه لم يثر أي حديث مجددا بشأن الانسحاب.

في المقابل، تقول وزارة الدفاع الروسية إن كل طلبات الذخيرة للوحدات الهجومية تلبى في أسرع وقت ممكن، نافية اتهامات فاغنر.

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تقول فيه القوات الأوكرانية إنها ممسكة بزمام الأمور في حرب باخموت وأن دفاعاتها تتصدى للنيران الروسية بنجاح.

وطرحت معركة باخموت، الأطول والأشرس في حرب أوكرانيا، تساؤلات كبيرة بشأن العلاقة بين فاغنر والكرملين، هل هي تنافس؟ أم تكامل؟ أم ربما تبادل للأدوار؟

مجموعة فاغنر.. تضييق أوروبي

أخبار ذات صلة

مقتل صحفي شاب في أوكرانيا.. تفاصيل لحظات النهاية
باخموت وتهديد "فاغنر".. خلاف روسي أم خطة لإعادة التمركز
  • صراع قديم

في إجاباتهم، قال محللون روس لـ"سكاي نيوز عربية" إن الصراع بين الطرفين هو تجل في الواقع لصراع قديم بين الدفاع الروسية، وجهاز الأمن الفيدرالي، الذي يقال إنه على صلة وثيقة بفاغنر.

ويضيفون أن وزارة الدفاع الروسية تسعى لإنهاك واستنزاف فاغنر، مبرزة "لا ساحة تخدمها في هذا المسعى، أكثر من باخموت العصية.. ومن أجل ذلك، أغلقت موسكو أمامها باب تجنيد السجناء الروس".

  • طموح سياسي

ووسط ضبابية العلاقة بين الجانبين، استشف محللون آخرون وفق تصريحاتهم لـ"سكاي نيوز عربية" طموحا سياسيا جامحا لدى قائد فاغنر، وهو ما يظهر في انتقاداته اللاذعة للنخب الروسية والكرملين وحاكمه، والترويج لنفسه على أنه الرجل الأقوى والأنسب لحماية مصالح روسيا.

ومن أجل هذا الطموح، تعتقد هذه القراءة، أن "طباخ بوتين"، كما يلقب، خرج من دائرة الظل إلى العلن في الخريف الماضي، محاولا تحقيق بطولات في صراع روسيا ضد أوكرانيا.

  • عين على امبراطورية اقتصادية

بيد أن محللين آخرين أجابوا على تساؤلاتنا في هذا الشأن، بأن عين فاغنر وقائدها هو تحديدا على امبراطورية اقتصادية تنتعش خزائنها من مشاريع في أكثر من قارة، وخاصة في أفريقيا.