خطت روسيا، خطوة جديدة، نحو مزيد من تأمين مصالحها البحرية - في ظل صراع شديد مع الغرب وتصاعد لهجات التهديد المتبادلة- بتعيين نائب الأميرال، فلاديمير فوروبيوف، قائدًا جديدًا لأسطول بحر البلطيق، بمرسوم من الرئيس، فلاديمير بوتين، بدلًا من الأميرال فيكتور لينا، الذي تم إرساله لقيادة أسطول المحيط الهادئ خلفًا للأميرال، سيرغي أفاكيانتس.
حسب بيانات وزارة الدفاع الروسية، يضم أسطول بحر البلطيق سفنًا وغواصات مهامها المساعدة والبحث والإسعاف وطيران البحرية وقوات ساحلية ووحدات دفاع جوي بصواريخ فرط صوتية وأخرى لتأمين الخدمات الإدارية التقنية والخاصة.
التغيرات تحكم
تحدث متخصصون لـ"سكاي نيوز عربية" عن خطوات واضحة اتخذتها البحرية الروسية، لا سيما مع استمرار تزويد أسطول بحر البلطيق بالسفن وأنظمة الأسلحة الحديثة ما يترجم اهتمام موسكو الواسع لتأمين مصالحها في بحر البلطيق ضد أي تهديد غربي في ظل تصاعد التهديدات باقتراب معركة فاصلة مرتقبة على وقع الحرب في أوكرانيا.
- يقول لمايكولا بيليسكوف الزميل الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الإستراتيجية، إن التغييرات الروسية في القيادات تأتي دائمًا مع الأحداث الكبيرة والمتغيرات الخطيرة التي تتعلق بالحرب في أوكرانيا، إضافةً إلى تقارير إعلامية تحدثت عن خسائر فادحة تكبدتها قطاعات من الأسطول تحت قيادة أفاكيانتس في أوكرانيا.
- أضاف لمايكولا بيليسكوف، أن انضمام فنلندا رسميًا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تسبب في تغيير حسابات الروس بشدة، لا سيما أن هلسنكي تقع مياهها الإقليمية على مقربة من أسطول بحر البلطيق المتمركز في كرونشتاد وسانت بطرسبرج، وهو ما يفسر لجوء فلاديمير بوتين، لتغيير قائد الأسطول باعتباره (أقدم فرع للبحرية الروسية) وتجديد الدماء في قيادته خشية إحكام القبضة الإسكندنافية الإستراتيجية على بحر البلطيق.
- يرى بيليسكوف، أن موسكو تسعى من خلال أسطولها في البلطيق إلى توجيه تهديدات مباشرة لشمال وشرق أوروبا بالكامل، بخلاف الاستعداد لصد أي هجوم متوقع على محيط شبه جزيرة القرم.
صراع البلطيق
- بحر البلطيق له أهمية قصوى كونه منطقة مائية ضخمة تحدها 9 دول أوروبية، من بينها ألمانيا وفنلندا والسويد وبولندا، وجرت فوق مياهه العديد من حوادث الاعتراض الجوي لطائرات استطلاع غربية وروسية.
- يقول الباحث في الشأن الدولي، ضياء نوح، إن بحر البلطيق شهد في الأونة الأخيرة تحرشات غربية جوية بمقاتلات وطائرات روسية، آخرها اعتراض ألمانيا وبريطانيا 3 طائرات استطلاع عسكرية روسية فوق بحر البلطيق، حسب ما أعلن سلاح الجو الألماني، الأسبوع الماضي.
- يرى نوح خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن مؤشرات التوتر في بحر البلطيق تضاعفت بشدة وتحول إلى منطقة عسكرة مائية بعدما أعلنت روسيا، قبل نحو أسبوعين إرسالها مقاتلة لاعتراض طائرة تابعة للجيش الألماني كانت تقترب من حدودها فوق البحر.
كما سبق الحادث، وفقا لما قاله ضياء نوح، رصد منشآت الرادار التابعة لقوات الدفاع الجوي للمنطقة العسكرية الغربية أثناء الخدمة (قاذفتين استراتيجيتين أميركيتين من طراز B-52H) فوق بحر البلطيق تحلقان باتجاه الحدود الروسية؛ وعدد الباحث ضياء نوح أهمية أسطول بحر البلطيق واهتمام روسيا به في عدد من النقاط، أبرزها:
- الضامن للأمن في شمال غرب روسيا الاتحادية.
- يؤدي مجموعة واسعة من مهام الحماية والتأمين البحري.
- حماية المناطق الاقتصادية ومجالات النشاط الصناعي.
- الإمساك بزمام الأمور أمام توغلات الناتو مع انضمام فنلندا للحلف مؤخرًا.
- نشر قطع بحرية حديثة (إطلاق غواصة "موجايسك" (العاملة بالكهرباء والديزل) لضمان الهيمنة حال حدوث مواجهة شاملة.