في الرابعة من فجر الجمعة، هرع سكان العاصمة الأوكرانية كييف من منازلهم، إثر سماع دوي صفارات الإنذار، معلنة عن تعرض المدينة لقصف جوي شديد من القوات الروسية، لينطلق الجميع نحو المخابئ القريبة، وفقا لأحمد السعيد، أحد المقيمين في كييف.
قصف في الظلام.. رعب تحت النيران الروسية
ويتحدث السعيد لموقع "سكاي نيوز عربية" عن التجربة القاسية التي مر بها أهالي كييف قائلا "مضى وقت طويل على تعرض العاصمة للغارات الجوية، كانت الأوضاع هادئة قليلا في الفترة السابقة، لم نتوقع الهجمات التي جرت في الظلام، كانت مفاجأة قاسية للغاية حيث اشتغلت السماء بالصواريخ في لحظات".
كانت القوات الروسية قد شنت هجوما بالصواريخ على عدد من المدن الأوكرانية من بينها العاصمة كييف وأومان ودنيبرو في الساعات الأولى من يوم الجمعة، مما أسفر عن سقوط ضحايا، فيما توعدت الحكومة الأوكرانية بالرد قريبا بهجوم مضاد بعد الاقتراب من انتهاء مرحلة التحضير لذلك.
رعب في شوارع كييف
ويضيف الرجل الثلاثيني الذي يعيش في كييف منذ سنوات: "شعرنا بالرعب، استيقظنا سريعا وارتدينا ملابسنا على عجل لنتوجه إلى الملاجئ المخصصة لحمايتنا أثناء الغارات الجوية، تلقينا الكثير من التعليمات من السلطات الأوكرانية بعدم المكوث في منازلنا تحسبا لسقوط الصواريخ عليها حتى تصل إلينا المستجدات بما يدور في الخارج".
ويتابع السعيد لموقع "سكاي نيوز عربية": "داخل الملجأ القريب من بيتي مر الوقت ببطء شديد، اكتست الوجوه بالأسى وصرنا نتابع الأخبار عبر الهواتف، كان الهلع حاضرا بقوة عندما علمنا بإصابة عدد من المواطنين في المدن الأخرى فضلا عن تعرض مباني وبيوت سكنية إلى الهدم نتيجة للقصف".
ويردف نائب رئيس الجالية المصرية بأوكرانيا لموقع "سكاي نيوز عربية": "دارت الأحاديث بين السكان حول الخطوات التصعيدية من قِبل القوات الروسية، بات لديهم يقين بوجود استهداف حقيقي للمدنين عقب الضربات الأخيرة لأن القصف لا يقتصر فقط على المنشآت العسكرية والجيش الأوكراني في المناطق الحدودية".
ويسترسل السعيد لموقع "سكاي نيوز عربية": "لم يتوقف القصف لنحو ساعتين، مع الانتظار طويلا داخل الملاجئ تزاديت مشاعر القلق والتساؤلات عن موعد نهاية الغارات الجوية، الأعين ظلت مشدوهة نحو الهواتف حتى تلقينا رسالة من الحكومة الأوكرانية بانتهاء الأزمة وإمكانية الخروج والعودة إلى منازلنا مرة ثانية".
وبعد ساعات من اندلاع الغارات الجوية صرح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بأن كل هجوم وكل عمل شر ضد شعبه يجعل الدولة الإرهابية أقرب إلى الفشل والعقاب وأنه يجب الرد على القوات الروسية بشكل مناسب سواء من جانب بلاده أو دول العالم"، بحسب تعبيره.
مفارقة سيئة
ويذكر السعيد لموقع "سكاي نيوز عربية": "من المفارقات السيئة أن الأيام الماضية شهدت حالة من التفاؤل بين السكان مع حلول شهر الربيع المفضل لديهم بعد انتهاء فترة الشتاء وحاولوا قدر المستطاع الابتعاد عن الضغوط النفسية الخاصة بالحرب لكن الغارات الجوية أعادت مشاعر الكآبة وعدم الشعور بالأمان".
ويُشير السعيد لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الأمور باتت أسوأ عندما تأكدنا في الصباح من مقتل مواطنين في مدينتي أومان ودنيبرو رغم قوة الدفاعات الجوية للقوات الأوكرانية، موضحا أن ذلك لن يقلل من ثقتهم في الحكومة وجهودها التي تسعى دائما لحماية المواطنين والمقيمين في أوكرانيا".
وينهي الرجل الثلاثيني حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا: "رغم تلك الأزمات لكننا نتمسك بالبقاء في كييف، لن نترك المدينة فريسة في يد القوات الروسية، الجميع على قلب رجل واحد حتى تنتهي الحرب قريبا، نحلم بهذا اليوم ونتمنى أن تعود البلاد إلى سابق عهدها بعيدة عن الدمار والغارات والموت".