أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، ترشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة العام المقبل، سعيا للحصول على ولاية ثانية في البيت الأبيض، منهيا بذلك شهورا من التكهنات بشأن موقفه، ليضع نفسه في مواجهة جديدة مع الرئيس السابق دونالد ترامب.
واعتبرت صحيفة "فاينانشال تايمز"، إعلان بايدن ترشحه للرئاسة بأنه قد يؤدي إلى "مباراة العودة" أمام ترامب، بعد الفوز عليه في الانتخابات السابقة عام 2020.
وأتى إعلان بايدن، في مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق، تزامنا مع الذكرى السنوية الرابعة لإعلانه ترشحه إلى البيت الأبيض عام 2019، حيث سعى إلى تصوير نفسه على أنه صوت الاعتدال ضد الجمهوريين.
موقف الحزب الديمقراطي
من غير المرجح أن يواجه بايدن منافسة قوية داخل صفوف الحزب الديمقراطي، بالنظر لمنافسيه الذين سبقوه في الإعلان عن ترشحهم:
- الكاتبة ماريان ويليامسون، أول ديمقراطية تقفز إلى سباق الرئاسة لعام 2024، مع إطلاق حملة رسمية للترشح، وهي التي تبلغ من العمر 70 عاما، وناشطة في مجال العدالة الاجتماعية منذ فترة طويلة.
- قدّم روبرت كينيدي جونيور (69 عاما)، أوراقه إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية الأسبوع الماضي للترشح لانتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي، وهو محامٍ بيئي وناشط ضد اللقاحات، وابن شقيق الرئيس جون كينيدي وابن السيناتور روبرت كينيدي.
بدأت حملة بايدن في طلب التبرعات من أنصار القاعدة الشعبية، ودعت الناخبين لمساعدته على "إنهاء مهمته للرئاسة"، كما من المتوقع أن يعقد الرئيس الأميركي اجتماعا للمانحين الأثرياء في واشنطن في وقت لاحق من الأسبوع.
منافسة ترامب
أشارت تقارير غربية إلى أن بايدن سيواجه معركة شاقة في الانتخابات ضد منافسه الجمهوري، في حين لا يزال ترامب (76 عاما) هو المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، على الرغم من أن العديد من المنافسين، بما في ذلك حاكم فلوريدا رون دي سانتيس، لم يدخلوا السباق رسميا بعد.
يجادل المؤيدون بأن بايدن والديمقراطيين تحدوا التوقعات المنخفضة في انتخابات التجديد النصفي العام الماضي، ويمكنهم فعل ذلك مرة أخرى في عام 2024، خاصة إذا كان ترامب على رأس قائمة الجمهوريين.
اعتبر الحزب الجمهوري أن جو بايدن "منفصل عن الواقع لدرجة أنه بعدما تسبّب بأزمة تلو الأخرى، يرى نفسه جديرا بأربع سنوات إضافية.
هاجم ترامب، الرئيس جو بايدن، واصفاً إدارته بـ"الفاشلة"، وقال إن "حجم الضرر الذي تسبب فيه بايدن في بضع سنوات يعادل ما تسبب فيه أسوأ خمسة رؤساء أميركيين، نعيش أسوأ تضخم يضرب الأسر الأميركية منذ نصف قرن".
إذا استمر بايدن وترامب في نهاية السباق الانتخابي، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها نفس المرشحين بعضهم بعضا في انتخابات رئاسية متتالية منذ عام 1956، عندما تغلب دوايت أيزنهاور على أدلاي ستيفنسون للمرة الثانية.
كما ستكون هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها الرئيس تحديا من قبل سلفه منذ أن حاول ثيودور روزفلت العودة في عام 1912 ضد خليفته ويليام هوارد تافت.
بايدن هو أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، وإذا أعيد انتخابه، فسيبلغ 82 في بداية ولايته الثانية، و86 في نهاية فترته في البيت الأبيض.
ملفات بارزة
يرى عضو الحزب الديمقراطي الأميركي، والمحلل السياسي في واشنطن، مهدي عفيفي، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن فريق الرئيس بايدن يرى أن فرص نجاحه كبيرة في الانتخابات المرتقبة، بالنظر لمنافسيه من الحزب الجمهوري سواءً ترامب أو حاكم فلوريدا باعتبارهما من اليمين المتطرف، في الوقت الذي يحاول الرئيس الأميركي الاستمرار على رسالته الأولى المتعلقة بجمع شمل الشعب الأميركي بعد الفرقة التي تسبب فيها ترامب.
وبشأن فرص بايدن والملفات التي يعول عليها بايدن لحصد أصوات الأميركيين، أشار عفيفي إلى عدد من النقاط، قائلًا:
- إذا استمرت الأحوال بهذا الشكل ولم يظهر مرشح منافس قوي غير ترامب ودي سانتيس، أعتقد أن فرص بايدن ستكون مرتفعة، بجانب أنه لم يظهر إلى الآن مرشح ديموقراطي قوي ينافسه ويفوز بترشيح الحزب، لذلك أعتقد أنه من المبكر التكهن بالنتائج النهائية.
- مشكلة بايدن الأساسية تكمن في سنه، حيث يبلغ من العمر حالياً 81 عامًا، وعند ترشيحه سيكون أكبر الرؤساء سنًا في تاريخ الولايات المتحدة، وهذا الأمر يتعلق بصحته العامة وكفاءته لممارسة مهام عمله، وهناك محاولة من الجمهوريين للتركيز على ذلك وهي مسألة ساهمت في توجيه ترامب انتقادات لبايدن، لكن على الجانب الآخر فالرئيس السابق يواجه العديد من القضايا والمحاكمات.
- الملف الاقتصادي سيكون من أهم الملفات لدى الداخل الأميركي إن استطاع بايدن الاستمرار في توازن الاقتصاد، وبالتالي استمرار دعم نمو الاقتصاد الأميركي يدعم حظوظ بايدن
- بايدن يستطيع أن يتحدث عن دور إدارته تجاه أوكرانيا بتوحيد الصف الدولي ضد روسيا، والوقوف أمام موسكو، ومحاولة تحييد الصين على سبيل المثال.
انتقادات داخلية
من جانبها، اعتبرت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الطريقة الوحيدة التي سيفوز بها بايدن بولايته الثانية هي أن يكون ترامب هو المرشح الجمهوري لمنصب الرئيس".
ومع ذلك، ترى توسكرمان، أن القبول العام لبايدن منخفض وسياساته موضع تساؤل حتى من قبل العديد من الديمقراطيين، مضيفة أن:
إدارته غير فعالة بشكل عام، ونقاط ضعفه الشخصية تتمثل في الشيخوخة، كما أن فريقه يضعفه، ومع ذلك يستمر في اختيار نفس النوع من الأشخاص.
ترامب يتطلع إلى حماية نفسه من المسؤوليات القانونية، وكسب المال من الحملات، والبقاء في دائرة اهتمام وسائل الإعلام، واستمر في نشر نظريات المؤامرة.