مع فقد المعارضة فرصة التوحد الكامل أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات الرئاسية المقررة في تركيا 14 مايو، يرتفع منسوب الخلافات بين مرشحي الرئاسة رئيس حزب البلد محرم إنجه، ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو.
ويستشرف محللان سياسيان تركيان من هذه الحالة الإضرار بفرصة المعارض الأبرز كليتشدار أوغلو للفوز، معتبرين أن إنجه قد يتسبب في تشتيت أصوات المعارضة رغم ضعف فرصة للفوز.
وسبق أن رفض إنجه مطلبا بالانسحاب والعمل على دعم كليتشدار أوغلو، مرشح تحالف الأمة المعارض المكون من 6 أحزاب ليس بينها حزب البلد، مصرا على أنه يملك شعبية تتيح له النجاح.
وكان محرم إنجه قياديا في حزب الشعب الجمهوري ومرشحه في انتخابات الرئاسة عام 2018 التي حصد فيها أكثر من 30 بالمئة من الأصوات، ثم دخل في موجة خلافات مع كليتشدار أوغلو برفضه رئاسة الأخير للحزب، ليخرج ويكون حزبا خاصا به عام 2021 تحت اسم "البلد".
تلاسن مستمر
ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية، لم يتوقف إنجه عن توجيه سهام النقد لحزب الشعب الجمهوري وتحالف الأمة السداسي، أكثر من نقده للحزب الحاكم، حتى اتهمه بعض المعارضين بأنه "مجرد بيدق" في يد الحكومة لتفتيت أصوات المعارضة، وتسهيل فرصة فوز الرئيس رجب طيب أردوغان واحتفاظه بمنصبه.
أحدث هذه الملاسنات وقعت الخميس، بقول إنجه إن التحالف السداسي إذا لم يتمكن من الفوز في الانتخابات فعلى كيليتشدار أوغلو أن يدفع الثمن، خاصة أنه يحظى بدعم 17 حزبا، وبلديات حضرية وصحف وتلفزيونات وتريليونات الليرات، وعدة منظمات، وحزبه عمره 100 عام، حسبما نقلته عنه وسائل إعلام تركية.
وتوقع المرشح الرئاسي أن ينفرط عقد التحالف السداسي، مشبها إياه بـ"الديناميت الذي سينفجر في أي لحظة".
لماذا الخلاف؟
المحلل السياسي التركي نوزاد صواش يوضح لموقع "سكاي نيوز عربية" خلفية الأزمة بين إنجه وتحالف الأمة السداسي، وما يتوقعه من مستقبل للمرشح المستقل، ويقول:
• إنجه يعتقد أنه قادر على خلق طريق ثالث بعيدا عن الحكومة والمعارضة.
• يحظى إنجه بشعبية لدى قطاعات كبيرة من الشباب.
• مشاركة إنجه في الانتخابات تخصم من رصيد الخزان الانتخابي للمعارضة.
• لن يكون كليتشدار أوغلو قادرا على الفوز في الجولة الأولى من الانتخابات، لذا يرى المعارضون أن دخول إنجه للانتخابات طعنة في الظهر للمعارضة، وتخدم حزب العدالة والتنمية.
• كانت المعارضة تريد من إنجه تنحية الخلافات جانبا حتى مرور الانتخابات.
• سيحصل إنجه على أصوات الغاضبين من ترشيح كليتشدار أوغلو وأردوغان.
احتواء إنجه
أما الكاتب التركي أحمد هاكان فيوجه اللوم لكليتشدار أوغلو، معتبرا أنه وقع في أخطاء بعدم معارضته للمواقف العدوانية تجاه إنجه، حيث "كان الأفضل أن يحتويه حتى يقنعه بالانسحاب، لكنه لم يفعل".
وفي نفس الوقت، يستبعد هاكان تحقيق إنجه نجاحا كبيرا في الانتخابات، لأن "الفاعلين الرئيسيين في السباق الانتخابي هما أردوغان وكليتشدار أوغلو. ومع تصاعد التوتر بينهما تضيق مساحة إنجه، ولهذا السبب يصبح من الصعب جدا عليه أن يفتح طريقا ثالثا".
وتشير بعض استطلاعات الرأي التي تصدر عن نوايا التصويت أن إنجه سيحصل على نسبة تتراوح بين 2 و5 بالمئة فقط من الأصوات، بينما يقول في خطاباته أنه المرشح الأكثر شعبية، ويؤكد قدرته على حسم الانتخابات خلال الجولة الثانية.
وبحسب ما نشرته الجريدة الرسمية، ضمت القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة كلا من:
• رجب طيب أردوغان مرشح تحالف الشعب.
• كمال كليتشدار أوغلو مرشح تحالف الأمة المعارض.
• محرم إنجه مرشح حزب البلد.
• سنان أوغان مرشح تحالف أتا.