في أوَّل دعوة أوكرانية لحلفائها عقب زلزال الوثائق المسرّبة، طالب مستشار الرئيس الأوكراني بالمزيد مِن الأسلحة بعيدة المدى لإنهاء الحرب بشكل صحيح، من جانب آخر أنهى رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية ريتشارد مور، زيارته إلى أوروبا الشرقية وملدوفا.

تحركات وصفها خبير في العلاقات الدولية من موسكو بالتحضير لهجوم مضاد ليس فقط في الأقاليم الجنوبية لكن هجوم متعدد لجبهات ضد روسيا، بينما يرى خبير آخر أنّ تلك التحركات الغربية والأميركية هدفها إجبار موسكو على استخدام السلاح النووي، وليس التهدئة كما يتم الترويج.

هجوم متعدد الجبهات

نهاية الأسبوع ومع بداية تسريبات وثائق البنتاغون الخاصة بالهجوم الأوكراني المضاد ضد الروس، أنهى رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية، ريتشارد مور، زيارة إلى ملدوفا؛ حسب الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي سي إم" للدراسات ومقره موسكو، وهو ما يغذي احتمالية دراسة تنفيذ هجوم مضاد متعدد الجبهات.

تابع الدكتور آصف ملحم، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن العديد من المصادر تؤكد أن الرئيس الأوكراني طلب من مايا ساندو، رئيسة ملدوفا، تحريك جبهة ترانسنستيريا عند قيام أوكرانيا بالهجوم المعاكس ضد القوات الروسية في أوكرانيا، بهدف خلق صعوبات جديدة أمام الكرملين في جمهورية ترانسنستيريا الملدافية غير المعترَف بها.

أخبار ذات صلة

تحركات روسيا مستمرة لحماية حلفائها.. ومينسك تطالب بـ5 ضمانات
الوثائق السرية.. أدلة تضيّق الخناق على "المُسرِّب"

يرى مدير مركز "جي سي إم" للدراسات، يبدو أن ساندو وعدت بذلك، حيث تؤكد العديد من المؤشرات أن ملدوفا تتحضر لخطوة المشاركة في الهجوم الأوكراني المضاد، فلقد كانت ساندو خلال الأسابيع الأخيرة منشغلة بعدة أمور أبرزها:

  • تعزيز قدرات ملدوفا العسكرية، فلقد عبّرت ساندو عن ذلك في الاجتماع الثلاثي مع المستشار الألماني والرئيس الروماني في بوخارست في الثالث من أبريل الجاري.
  • زادت ملدوفا حجم إنفاقها العسكري في عام 2023 بنسبة 0.55% من الناتج المحلي الإجمالي.
  • محاولة القضاء على الاحتجاجات التي انطلقت في ملدوفا سبتمبر الماضي قبل الانتخابات القادمة.
  • فرض السيطرة بالقوة على ترانسنستيريا، وكيفية تحريك هذه الجبهة (سياسيا واجتماعيا وعسكريا)، لزيادة الضغط على روسيا.

أخبار ذات صلة

صواريخ "إس 300" على المحك.. هل تخسر أوكرانيا "معركة السماء"؟
وزير دفاع أوكرانيا: الروس يتعثرون.. ونستعد للهجوم المضاد

السلاح النووي قريب

محاولة إلحاق هزيمة بروسيا هو هدف الغرب وواشنطن، حسب تصريحات الكرملين المستمرة عن ذلك، وهنا يقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، إن الغرب يسعى إلى تحقيق هذا دون حساب العواقب والدليل التحركات الأخيرة وما كشفته الوثائق المسربة ومدى حجم الدعم والتدريب والسلاح الذي تحظى به كييف من حلفائها الغربيين وواشنطن.

يُشير سولونوف بلافريف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى إعلان ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو، في مؤتمر صحفي في بروكسل منذ أيام، والذي أكد فيه استعداد الحلف لدعم ملدوفا عن طريق المشروعات المشتركة. علاوةً على وجود آلاف الجنود الأوكرانيين، الذين يتدربون في الدول الغربية، هذه الحقائق جميعها تدل على أن تصعيدا يلوح في الأفق وليس تهدئة، على الأرجح، كما يروج الغرب.

يؤكد بلافريف أنه حال فتح عدة جبهات ضد روسيا في الهجوم المزمع من جانب أوكرانيا، سيكون ذلك بمثابة بداية حقيقية وواقعية لحرب عالمية ثالثة واستخدام السلاح النووي للدفاع عن آمن روسيا الاتحادية، ولا يمكن أن نتغافل أيضًا تحركات موسكو الأخيرة بإرسال أسلحة نووية تكتيكية إلى بيلاروسيا لتأمين تلك الجبهة حال شن أي هجوم من أوروبا.

ميدانيا، كشف مسؤولون موالون لروسيا في مقاطعة خيرسون عن استعدادات تقوم بها القوات الأوكرانية لعبور نهر دنيبر، بينما أعلن القائم بأعمال دونيتسك سيطرة القوات الروسية على معقل مهم للقوات الأوكرانية في مدينة ماريينكا، بينما لا تزال المعارك الضارية مستمرة في الجبهة الشرقية ومحيط باخموت.