جاء إعلان بكين عن تعاون بين الجيشين الصيني والروسي، وتنفيذ "مبادرات أمنية عالمية" مع موسكو، تطبيقا لما تحدث عنه الرئيسان الصيني والروسي بشأن قيادتهما لـ"تغييرات لم تحدث منذ 100 عام"، وفق خبراء.
ويرصد خبيران في الشؤون الآسيوية لموقع "سكاي نيوز عربية"، مؤشرات التعاون القادم بين البلدين في ظل هذه التطورات، وموقف واشنطن المحتمل منها.
"نقود معا"
الخميس، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، تان كي فه:
- "الجيش الصيني على استعداد للعمل مع الجيش الروسي، لتعزيز الاتصال والتنسيق الاستراتيجيين".
- "البلدان سيتعاونان في تنفيذ مبادرات أمنية عالمية، وتعزيز الثقة العسكرية وحماية الإنصاف والعدالة الدوليين، إضافة لتنظيم دوريات بحرية وجوية وتدريبات مشتركة".
- نشرت وسائل إعلام روسية حوارا مقتضبا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، عند زيارة الأخير لموسكو في وقت سابق من هذا الشهر، قال فيه شي: "الآن هناك تغييرات لم نشهدها منذ 100 عام. عندما نكون معا، نقود هذه التغييرات".
مؤشرات المستقبل
في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، يعد مدير المركز الثقافي الروسي، ومقره سانت بطرسبورغ بروسيا، مسلم شعيتو، أن ما جاء على لسان وزارة الدفاع الصينية، هو ضمن "التغييرات التي لم تحدث منذ 100 عام".
ويورد شعيتو مؤشرات المستقبل التي يراها في تصريحات وزارة الدفاع الصينية:
- نهاية العالم أحادي القطب، وظهور عالم جديد متعدد الأقطاب.
- العالم الجديد يتسم بدفاع مشترك بين الجيشين الروسي والصيني.
- الحديث حول تعاون البلدين لـ"تعزيز الأمن والسلم الدوليين" يحمل إشارة لـ"دعم مباشر" من بكين لموسكو.
- سيكون هناك تعاون بين الجيشين الروسي والصيني، لوقف استفزازات الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي.
تكتل قادم
يتفق مع الطرح السابق الخبير في الشؤون الآسيوية، ضياء حلمي، الذي يضيف بدوره لموقع "سكاي نيوز عربية"، مؤشرات أخرى:
- التعاون العسكري بين الجيشين الصيني والروسي سيزداد.
- العلاقات الصينية الروسية ستزداد متانة على المسار السياسي والاقتصادي والعسكري، في شكل تكتل على أساس اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مواجهة معسكر الغرب.
تعزيز الأمن والسلم
يتوقع شعيتو أن روسيا والصين "ستبذلان جهودا لإحلال الأمن والسلام والاستقرار في العالم"، ويستشهد على ذلك بما يميز سياسة بكين في الوقت الحالي:
- ستسعى بكين إلى إبعاد الولايات المتحدة من الهيمنة على بحر الصين الجنوبي، وتستعد لإعادة تايوان إلى حكمها، لكن ليس بالطريقة العسكرية التي تتمناها واشنطن.
يذكر أن الصين تعتبر جزيرة تايوان، المدارة بنظام الحكم الذاتي، جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وتعقد العزم على استعادتها، بالقوة إن اقتضت الضرورة، وتتهم واشنطن بأنها تشجع مساعي انفصالية عند بعض القوى السياسية التايوانية.
مساعي "التعطيل"
- فيما يخص موقف واشنطن من هذه التطورات السريعة والمفاجئة في العلاقات بين بكين وموسكو، وأثرها على شكل العالم في المستقبل، لا يستبعد حلمي أن تلجأ الولايات المتحدة للتصعيد باستفزاز الصين في ملف تايوان "لتعطيل تشكيل العالم الجديد متعدد الأقطاب".
- بما أن الصين لن تتنازل عن "مبدأ الصين الواحدة"، قد تحدث تطورات حازمة من جانبها في هذا الملف أيضا، حسب الخبير في الشؤون الآسيوية.
- شعيتو يلفت بدوره إلى أن "التصعيد حدث بالفعل في أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي والشرق الأوسط وإفريقيا"، في إشارة إلى معارك فرض النفوذ العسكري والسياسي والاقتصادي الدائرة بين موسكو والصين من جانب، وأوروبا والولايات المتحدة من جانب في تلك المناطق.