بعد إضراب ناجح نفذته النقابات العمالية في ألمانيا، يوم الإثنين، للمطالبة برفع الأجور، يتوقع مراقبون مزيد من الاحتجاجات والتصعيد خلال الأيام المقبلة، إذا لم تستجب الحكومة للمطالب.
ودعا ممثلو النقابات إلى تصعيد جديد لحركة الاحتجاج خلال الفترة المقبلة.
وقال كريستيان لوروش عضو فريق التفاوض في النقابة إن "الرغبة في الإضراب قوية للغاية، وهناك حالة من الغضب بين العمال بسبب الجمود الكبير من جانب أصحاب العمل".
هي سيتكرر سيناريو فرنسا؟
- على غرار ما يحدث في فرنسا، شل إضراب عام دعت إليه النقابات العمالية للضغط من أجل رفع الأجور، شل حركة النقل العام في ألمانيا، على مدار يوم الإثنين، وسط توقعات بتصعيد عمالي مرتقب ما لم تستجب الحكومة للمطالب.
- يقول الباحث والكاتب السياسي من برلين عارف جابو، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، إن حركة الاحتجاج التي أدت إلى شلل شبه كامل في عدة قطاعات حيوية بالبلاد، قابلة للتصعيد إذا لم يكن هناك حوار مع الحكومة بشأن مطالب العمال، واصفا ما يحدث بأنه "معركة تكسير عظام".
أسباب للتصعيد المرتقب
- يرى جابو أن تكرار الإضرابات يستهدف الضغط على الحكومة لزيادة الأجور، ودعت إليه نقابة "فيردي" التي تمثل القطاعات العمالية في قطاع الخدمات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى نقابة السكك الحديدة والنقل العام.
- تمثل النقابات الداعية للإضراب، نحو 2.5 مليون موظف وعامل، إضافة إلى 320 لف موظف يعملون بقطاع السكك الحديدية.
- الإضراب الذي تم تنفيذه الاثنين شامل، بمعني أن السكك الحديدة توقفت في كافة أرجاء البلاد، سواء المسافات الطويلة أو الرحلات القصيرة بين المدن، والتي تشمل 7 ولايات تعرف حركة النقل فيها بأنها شديدة الازدحام.
- أطلق عمال مشاركون في الإضراب يرتدون سترات حمراء أبواقا وصفارات في محطة قطار خالية في ميونيخ، تعبيرا عن الاحتجاج.
- شمل الإضراب أيضا حركة النقل الجوي حيث شهدت غالبية المطارات توقف شبه كامل، باستثناء مطار العاصمة برلين، الذي استثنته النقابات من الإَضراب.
- الإَضراب لقي استجابة كبيرة من جانب العمال، الذين يرغبون في زيادة الأجور.
- تطالب نقابة فيردي بزيادة أجور العاملين بنسبة 10.5 بالمئة حوالي (500 يورو) شهرياً، لكل عامل، بينما تطالب نقابة السكك الحديدة بزيادة 12 بالمئة، ما لا يقل عن (650 يورو) لكل موظف.
كيف تتعامل الحكومة مع المطالب؟
- يقول جابو، إن الحكومة قدمت للعاملين بنقابة فيردي زيادة حوالي 5 بالمئة، ودفعة 2500 يورو، لكن النقابة رفضت وأصرت على التصعيد.
- إضراب الاثنين كان كبير جدا ورغم أنه ليس الأول للمطالبة برفع الأجور، لكنه الأكبر من نوعه الذي تنظمه النقابات العمالية منذ التسعينات.
- من المتوقع أن تبدأ مناقشات بين الحكومة وممثلي النقابات خلال ساعات لبحث حلول للأزمة.
- لا يتوقع جابو أن تنهي هذه الجولة من المفاوضات حالة التصعيد الراهنة أو تنجح في إيجاد حلول خاصة في ضوء تمسك النقابات بالزيادة المطلوبة، وعدم قدرة الحكومة على تلبية هذه المطالب.
* يصف جابو أن المعركة بأنه "تكسير للعظام" وستشمل تصعيد كبير خلال الفترة المقبلة من جانب النقابات التي قد تلجأ للتعاون مع نقابات أخرى من أجل توسيع الإضراب.
ماذا حدث؟
* نفذ عمال المطارات والسكة الحديد النقل البحري وشركات الطرق السريعة والنقل المحلي إضراب ليوم كامل عن العمل بدءا من ليل الأحد، واستمر حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء.
* تندرج هذه الحركة في إطار توتر اجتماعي متزايد في أكبر اقتصاد أوروبي حيث نظمت عدة إضرابات منذ مطلع العام في مختلف القطاعات شملت مدارس ومستشفيات، مرورا بالبريد وإدارات محلية.
* حدث هذا "الإضراب الكبير" كما وصفته وسائل الإعلام الألمانية فيما ارتفعت الأسعار في ألمانيا بشكل كبير منذ أكثر من سنة مع تضخم بلغت نسبته 8.7 بالمئة في فبراير.
* الإضراب هو الأحدث في إضرابات مستمرة لشهور أضرت بالاقتصادات الأوروبية الكبرى حيث أثر ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة على مستويات المعيشة.
* تندرج ألمانيا ضمن فئة الدول التي تشهد أعلى معدل تضخم في الاتحاد الأوروبي.