يمثل شهر رمضان فرصة لأبناء الجالية العربية في الولايات المتحدة للتجمع والتقاط الأنفاس والترفيه بجانب إقامة العبادات والشعائر الدينية، بحسب ما أكده عدد منهم تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية" عن تفاصيل استقبالهم الشهر الكريم هذا العام.
مسؤول أكبر مسجد في منطقة تامبا بولاية فلوريدا حاتم ناجي قال إن المنطقة بها أكثر من 35 مسجدا وجميعها تفتح أبوابها للمسلمين وجميع العرب وكل من يرغب بالحضور لها في شهر رمضان، ويعمل القائمون على تلك المساجد على تنظيم فعاليات خاصة لجميع أبناء الجالية العربية وأطفالهم للاستمتاع بقدوم شهر رمضان.
وأكد أنه تم اعتماد برنامج مكثف لاحتفال الجالية العربية بقدوم شهر رمضان وكذلك طوال أيام الشهر، بهدف عدم شعور أبناء الجالية بالغربة وافتقاد الطقوس العربية لهذا الشهر الكريم والتي تعودوا عليها في بلادهم العربية.
وتابع أن البرنامج يشمل إفطارا يوميا يحرص جميع أبناء الجالية على المشاركة فيه والتبرع لإقامته يوميا، وكذلك تقام صلاة التراويح وبعدها تكون هناك أنشطة رياضية وترفيهية تراعي جميع أعمار أبناء الجالية.
وأشار إلى أنه تقام خيام رمضانية تشمل على فقرات دينية وتثقيفية وأنشطة ألعاب للأطفال، وتوزيع حلويات، مع توفير طاقم أمني وخدمي لرعاية جميع الحضور وتلبية طلباتهم وإشعارهم بالجو العائلي، ويظل الوضع هكذا من الإفطار حتى السحور في ساحات المساجد وطوال شهر رمضان.
أحد أعضاء الجالية العربية في نيويورك وتحديدا من منطقة بروكلين، يدعى أحمد الزهيري، قال لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الاحتفال باستقبال شهر رمضان كان مختلفا هذا العام، فبجانب الفعاليات المعروفة من إقامة إفطار جماعي وصلاة التراويح والمسابقات الثقافية والدينية الترفيهية، فإن الاحتفال شهد محاولة ربط أطفال الجالية بجذورهم وبلدانهم وثقافتهم الأصلية.
وتابع أنه تم الاتفاق مع أبناء الجالية قبل الحضور لفعاليات الاحتفال أن يُلبسوا أطفالهم الزي الخاص ببلدانهم العربية الأصلية، وحدث ذلك بالفعل، ونتج عن الأمر حالة كبيرة من البهجة بين الأطفال فضلا عن تعرفهم على الزي الخاص ببلدهم وببقية البلدان العربية.
أما في واشنطن فبحسب ما قالت المهاجرة سحر علي لموقع "سكاي نيوز عربية" شهد الاستقبال مشاركة رسمية من جانب عمد المدن ونواب المقاطعات الذين حرصوا على مشاركة أبناء الجالية الإسلامية والعربية في إفطار جماعي وكذلك ألقوا كلمات تؤكد على حق المواطنة وحرية الاعتقاد.
وأوضحت أن واشنطن من أكثر الولايات التي يكون فيها رمضان فرصة تلاقي بين أبناء الجالية العربية في الساحات المخصصة للصلاة أو لحفلات الإفطار والسحور، حيث أن واشنطن من أكثر المدن المرهقة في العمل والانشغال طوال العام، ومثلها بالطبع نيويورك.
وفي ولاية نيوجيرسي التي يوجد فيها أكبر عدد من المحلات العربية وخاصة محلات الحلويات الشرقية تظهر الزينة الرمضانية في الشوارع أمام تلك المحلات فتضفي بهجة كبيرة، بحسب شرسان عبد ربه مالك محل حلويات هناك.
وأوضح شرسان لموقع "سكاي نيوز عربية" أن أبناء الجالية العربية يحرصون على شراء كميات من الحلوى الخاصة بشهر رمضان ويهادون بها أصدقائهم من الأميركيين لتعريفهم بتلك الحلوى وبخصوصية هذا الشهر، وأصبحت المحلات تستعد استعدادا خاصا لهذا الموسم كل عام مثلما يحدث في الدول العربية والإسلامية.
وتابع أن هذا العام كان له خصوصية كبيرة حيث تمت لأول مرة إضاءة مجسم ضخم لهلال شهر رمضان في شارع فلسطين بمدينة باترسون في نيوجيرسي، وذلك في أول أيام الشهر الكريم، بحضور عمدة المدينة وتجمع كبير من أبناء الجالية الذين عبروا عن فرحتهم الكبيرة بهذا الحدث.