يعلو صوت الاستعدادات الروسية لإفشال "هجوم الربيع" الذي تخطط له أوكرانيا، مع اقتراب الموعد الذي حددته له، بالتزامن مع تجهيزات الأخيرة لشن الهجوم الذي يهدف لاسترداد ما تعتبرها كييف أراضٍ أوكرانية ضمتها روسيا بالقوة، ومن بينها شبه جزيرة القرم.
موسكو تتأهب.. خطوات الاستعداد
أحدث مظاهر هذه الاستعدادات، التي تقوم بها موسكو، تشمل:
- الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى القرم، السبت، في الذكرى التاسعة لضمها.
- بدء القوات البحرية الروسية توزيع تشكيلاتها في البحر الأسود وحول محيط القرم، ونشر 20 سفينة، بما في ذلك حاملات الصواريخ، وعدد كبير من وحدات الأسطول.
- إعلان القائد العام للبحرية، الأدميرال نيكولاي إيفمينوف، أنه "من الممكن تسليح جميع الغواصات، بما في ذلك الغواصات الاستراتيجية، بصواريخ من طراز (كاليبر)".
- خبيران تحدثا لموقع "سكاي نيوز عربية" اعتبرا من قراءة هذه التحركات، أن "شرارة المعركة المقبلة بعد مدن الشرق الأوكراني ستكون جنوبا، حول محيط القرم"، راسمين ما يرجحون أنه "سيناريو المعركة".
يذكر أنه في نهاية فبراير، صرح ممثل المخابرات العسكرية الأوكرانية فاديم سكيبيتسكي، بأن جيش بلاده "جاهز لهجوم مضاد الربيع المقبل"، كاشفا أن من أهدافه "تحرير جميع الأراضي المحتلة في أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم".
سكيبيتسكي أكد أن أوكرانيا "ستتوقف فقط عندما تعيد البلاد إلى حدود عام 1991".
سيناريو معركة الربيع
"حشد وحشد مضاد.. هذا هو الوضع الحالي حول محيط القرم بين موسكو وكيييف".. الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، يفغيني مارتشينكو.
الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، أوضح لموقع "سكاي نيوز عربية:
- "على الجانب الأوكراني، تشكلت قوات تبلغ 40 ألف جندي قرب قرية بريشيب في مقاطعة دنيبروبتروفسك، وذلك لزجها في معركة ما".
- "تلك القرية تبعد عن مدينتي ماريوبول وميليتوبول 150 كيلومترا، كما أن شواطئ بحر آزوف تبعد عنها ما بين 150 إلى 160 كيلومترا".
- "لوحظ أن القوات الأوكرانية تحاول التوفير في استخدام الراجمات هيمارس (الصاروخية أميركية الصنع) في تلك المنطقة، بخلاف نشاط عملية التجسس حول القرم".
- "على الجانب الروسي، يظهر الحشد في إعلان رئيس مجموعة (فاغنر) الروسية، يفغيني بريغوجين، السبت، عزمه تجنيد 30 ألف عنصر جديد بحلول منتصف مايو".
وعن السيناريو الذي يرجحه لمسار الهجوم المضاد، قال مارتشينكو:
- "سيشبه لحد بعيد الخطة التي وضعها حلف الناتو سابقا، وهي شق ممر بري باتجاه بحر آزوف عبر محورين توكماك- ميليتوبول وبولوغي- بيرديانسك".
- "بالتزامن مع التوغل، يتم تنفيذ قصف عنيف بهيمارس على مواقع الجيش الروسي في محور فالنافوخا- ماريوبول، لمنع القوات هناك من التقدم؛ فعدد القوات الروسية على يمين نهر دنيبر في خيرسون قليل، وسيصعب عليها صد الهجوم وحدها".
خطة "هودجز".. و"صيف حار في القرم"
الحديث عن هجوم الربيع، دائم التكرار على ألسنة المسؤولين الأوكرانيين في لقاءاتهم الصحفية، والبعض يهمز بالقول: "سيكون الصيف حارا في القرم".
وفي هذا الصدد، قال مدير مركز "جي سي إم" للدراسات الذي يتخذ من موسكو مقرا له، آصف ملحم، لموقع "سكاي نيوز عربية":
- "البعض يعتبر كثرة الحديث عن الموضوع هو لرفع المعنويات وجذب دعم غربي أكبر لأوكرانيا، إلا أن الوقائع تدل على أن أوكرانيا عازمة على هذا الهجوم بين يونيو ويوليو".
- "هناك مباركة غربية لهذه الخطوة، إذ وضع القائد السابق للقوات البرية الأميركية في أوروبا، الجنرال بين هودجز، نهاية العام الماضي "خطة جهنمية" للسيطرة على القرم".
تفاصيل الخطة:
- هجوم كثيف وطويل على القواعد العسكرية الروسية في البحر الأسود.
- تدمير البنى التحتية الروسية في القرم بالطائرات دون طيار.
- تدمير جسر القرم، وهو الطريق الوحيد الذي يصل الجزيرة بالأراضي الروسية.
- هجوم بري أوكراني واسع النطاق على القرم.