"القرم لن تعود لأوكرانيا تحت أي ظرف"، هذا هو العنوان الأبرز لكلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ظل التوتر الحاد بين موسكو وواشنطن، بعد حادث المسيرة الأميركية في البحر الأسود.
بوتين في كلمته الأولى عقب الحادث أكد أن روسيا ستواصل مشاريع التنمية والإعمار في شبه جزيرة القرم، مضيفا أن موسكو ستعزز حماية شبه الجزيرة بكافة الوسائل الممكنة.
ويرى أوليغ أرتيوفسك، الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة "فولسك" العسكرية، تعليقًا على كلمة بوتين، أن ما هو قادمٌ بشأن القرم سيكون بمثابة الشرارة الحقيقية لحرب عالمية ثالثة.
استهداف القرم
يقول أوليغ أرتيوفسك، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن شبه جزيرة القرم جرى تأمينها بأجهزة دفاع جوي إضافية خلال الفترة الماضية، وهو ما أكدته تصريحات وزير الدفاع خلال الأيام الماضية، من أجل صد أي هجوم جوي أو تجسس في محيط المنطقة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة تترك لأوكرانيا قرار كيفية إنهاء الصراع مع روسيا، ولدى سؤاله عن احتمالات عودة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا، اعترف بأنه لن يكون من الممكن إعادتها على الفور.
تراجع واشنطن
تُعد أزمة القرم ملفًا شائكة بالنسبة للإدارة الأميركية، فعقب الحادث الأخير فوق البحر الأسود، نقلت شبكة CNN عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن "البنتاغون يبحث عن مسارات بديلة لمسيراته في شبه جزيرة القرم لتجنب التصعيد مع روسيا"، مشددين على أن "واشنطن تجري تقييما للميزان بين الفائدة من استخدام الطائرات المسيرة للاستطلاع وبين مخاطر التصعيد المحتمل مع روسيا".
وأشار المسؤولون إلى أن العسكريين الأميركيين يدرسون حاليا مسارات الطائرات، ويقدرون كيفية خفض مخاطر وقوع صدام مع القوات الروسية في المنطقة.
في ظل ما وصفه ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، بالتراجع الأميركي وتجنب التصعيد أمام موسكو، أوضح أن ملف القرم غير مطروح للنقاش أو للتفاوض فهي "أرض روسية خالصة بخلاف المناطق الأربع التي تم ضمهم مؤخرًا في جنوب أوكرانيا"، بحسب تعبيره.
وأضاف ألكسندر أرتاماتوف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن أي محاولة ثانية لاستهداف القرم أو الترويج لانطلاق هجوم مضاد من جانب كييف في اتجاهها سيكون الرد الروسي عليها قاسيا للغاية كما حدث في أكتوبر الماضي، وهو تدمير للبنية التحتية في كييف.
وأشار المحلل العسكري الروسي، إلى أن حادث المسيرة الأخير يثبت أن القرم خط أحمر ولا يمكن التهاون في أي تجاوز بتلك المنطقة، ولن يسمح للغرب أو وواشنطن بالاستمرار في ممارسة الدور الاستخباراتي والتجسس واختراق تلك المنطقة مجددًا.