لم تعد تخلو أمواج وأجواء المحيطين الهادي والهندي من مناورات ومناورات مضادة تضع العالم في "أجواء الحرب والانقسام لمعسكرين"، أحدثتها مناورات بين روسيا والصين وإيران من جهة، ومناورات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وبريطانيا من جهة أخرى.
وبوصف خبراء تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن ما يجري يرفع هذه المناورات إلى مستوى "الاستعداد للحرب"، في وقت وصلت فيه "الحرب الباردة" الجديدة إلى "ذروتها".
مناورات ومناورات مضادة
بدأت الأربعاء، مناورات عالية المستوى بمشاركة إيران وروسيا والصين شمال المحيط الهندي، أطلق عليها "حزام الأمن البحري" وتستمر 5 أيام.
ووفق وزارة الدفاع الصينية، فإن التدريبات ستساعد في تعميق التعاون بين القوات البحرية للدول المشاركة، بينما قالت روسيا إنها سترتقي بالعمليات التكتيكية.
الدول الثلاثة المشاركة على خلاف حاد مع الولايات المتحدة، فحتى اللحظة لم تصل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لصيغة تفاهم مع إيران بشأن البرنامج النووي، كما أن واشنطن في صراع غير مباشر مع روسيا في أوكرانيا، والعلاقات الصينية الأميركية تسوء بسبب تايوان.
وفي وقت سابق، أعلنت واشنطن إجراء مناورات "درع المحارب إف تي إكس" مع كوريا الجنوبية قرب حدود كوريا الشمالية، انطلقت الإثنين، ردا على استمرار الأخيرة في إطلاق الصواريخ الباليستية.
وتشارك قوات بريطانية بشكل محدود في المناورات، بينما تقول بيونغيانغ إنها تدريب على اجتياح أراضيها.
"ليست مناورات"
الخبير في الشؤون الدولية جاسر مطر، علق بأنه "لا يجب أن نطلق عليها مناورات، لكنها أقرب بالفعل للاستعداد للحرب، وقد تكون مشابهة لأجواء ما قبل الحرب العالمية".
وحذر مطر من أن الأوضاع "تثير القلق"، بعد أن "وصلت الحرب الباردة إلى ذروتها" بين جميع الأطراف، والخطأ سيدفع ثمنه العالم أجمع، على حدّ وصفه.
وفي نظرة على خريطة المناورات بين جميع الأطراف، قال مطر إنها "قد ترسم لنا شكل الصراع الجديد وأطرافه وخريطة الحرب، وأين ستكون"، لافتا إلى أن حادث سقوط الطائرة المسيرة الأميركية في مواجهة مع طائرات روسية "ينذر هو الآخر بقرب المواجهة".
ورجح المحلل السياسي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الحل يمكن أن يخرج من داخل أوكرانيا، إن استطاعت القوى الفاعلة في الحرب هناك تغليب لغة الحوار، بعيدا عن لغة "التباهي العسكري"، وحينها قد تستقر ملفات مثل كوريا الشمالية وتايوان.
أنواع المناورات
لا تتساوى المناورات الحربية في دلالاتها، حيث يستعرض الخبير في العلاقات الدولية ماجد فرج، أنواعها، ومتى تلجأ الدول إليها:
• هناك مناورات مشتركة يكون هدفها إيصال رسالة من دولتين لدولة أخرى.
• هذه المناورات أشبه بتلك التي تُجريها أميركا سنويا مع كوريا الجنوبية لكبح جماح كوريا الشمالية.
• هذا النوع يعطي مؤشرات اضطراب حربي.
• المناورة الأخيرة بين الصين وروسيا وإيران أشبه بإعلان تحالف.
• الكتلة العسكرية الضخمة التي شاركت في المناورات تعطي إيحاءً بأنها مهمة عسكرية.
• مناورات أخرى تكون داخل نطاق الدولة وبعيدة عن حدود الدول، وغالبا هدفها تدريبي.
• توجد مناورات هدفها توطيد العلاقات العسكرية أو نقل خبرات من دولة لدولة.
• بعض المناورات تكون استعدادا للحرب مثل التي قامت بها روسيا قبل عمليتها العسكرية في أوكرانيا على الحدود.
• شارك حينها أكثر من 100 ألف جندي وعتاد ضخم، ما جعل المعنيين يجمعون على أنها استعداد للحرب.
• بمجرد القيام بهذا الحشد بدأت أوكرانيا الاستعداد للحرب، وحصلت على المساعدات العسكرية.