رغم التئام شمل تحالف "الأمة" المعارض، بعد خلاف حاد بشأن المرشح لانتخابات الرئاسة التركية، يرجح خبراء عودة الخلافات؛ ما يصب في صالح منافسهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، في الانتخابات التي لم يتبق عليها سوى شهرين.

يستعرض سياسيون أتراك لموقع "سكاي نيوز عربية" أبرز الملفات التي قد "تفخخ" طاولة تحالف الأمة، قبل الانتخابات المقررة 14 مايو، ومنها ملف الأكراد، وانتماءات المرشح.

نجا تحالف الأمة، المكون من 6 أحزاب، من الانقسام إثر عودة حزب الخير، الذي تترأسه ميرال أكشنر، إلى طاولة التحالف، بعد أيام من انسحابها؛ احتجاجا منها على ترشيح كمال كليتيشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، للرئاسة.

ملف الأكراد

للتعاون السياسي مع الأحزاب الكردية حساسية في تركيا؛ نتيجة تصنيف بعضها إرهابية، أو تدعم الإرهاب، في إشارة إلى جماعات تتهمها أنقرة بالسعي للانفصال.

عرض مدحت سنجار، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، استقبال كليتشدار أوغلو في مقر الحزب لمناقشة إمكانية دعم ترشحه، ووافق مرشح المعارضة على تلبية الدعوة.

الحزب الكردي، هو ثالث أكبر حزب في البرلمان، ويملك قوة تصويتية تتراوح بين 10 و14 بالمئة.

بركات قار، عضو حزب الشعوب الديمقراطي، يقول إن "كليتشدار أوغلو سيزور حزبنا، وسنناقش كل ما يخص الشعوب التركية على طاولة المفاوضات، مثل سيادة القانون ومنع التمييز والنظام الديمقراطي"، كاشفا أنه يوجد توجه لدعمه.

أخبار ذات صلة

لمواجهة المعارضة.. أردوغان يفتّش في أوراق حزبه القديم
انتخابات تركيا.. هل يصمد تحالف المعارضة "الهش" أمام أردوغان؟

فوز وخسارة

لكن هناك مخاوف من أن هذا التقارب قد يقلل دعم الناخبين القوميين لمرشح المعارضة.

هنا يقول البرلماني السابق، رسول طوسون، إن تأييد حزب الشعوب الديمقراطي "سيكون سلاحا ذي حدين، حيث سيحصل بالطبع مرشح المعارضة على تصويت كردي يرفع حظوظه، لكن في ذات الوقت سيخسر أصواتا من حزب الخير؛ لأن معظم قواعده قومية، وسترفض أن تكون في سلة واحدة مع الصوت الكردي".

أما الكاتب التركي، محمود أوفور، فيرى أن التعاون مع حزب الشعوب الديمقراطي، هو أكبر ملف يمكن أن يؤدي إلى "تفخيخ الطاولة السداسية مرة ثانية".

لا يستبعد أوفور أن يؤدي تقدم المحادثات بين كليتشدار أوغلو وحزب الشعوب، إلى انفصال حزب الخير عن التحالف، مستشهدا بتصريح لميرال أكشنر قالت فيه: "يمكن لحزب الشعب الجمهوري أن يجتمع مع حزب الشعوب الديمقراطي، وهذا واضح، لكن لا يمكنهم أبدا تقديم مطالب حزب الشعوب إلى طاولتنا".

رفض جناح في حزب السعادة

الملف الثاني هو رفض جناح في حزب السعادة، أحد أحزاب تحالف الأمة المعارض، يسمى جناح هيمانا، ترشيح كليتشدار أوغلو؛ نظرا للفروق الحادة بين أيديولوجية حزب الشعب الجمهوري العلمانية، وأيديولوجية حزب السعادة (أحد خلفاء حزب الرفاه المنحل) الدينية.

أخبار ذات صلة

أردوغان يحدد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو
قلق داخل المعارضة التركية من تبني حزب مناصر للأكراد

الشراكة المستقبلية

مقابل ترشيحه، قطع كليتشدار أوغلو على نفسه تعهدات لباقي أحزاب التحالف، تجعل منهم شركاء في الحكم حال فوزه.

وقعت الأحزاب الستة اتفاقا من 12 مادة، كخريطة طريق لمرحلة الانتخابات وما بعدها، منها:

  • إجراء تعديل دستوري يعيد النظام البرلماني الذي أنهاه أردوغان بتحويل البلاد للنظام الرئاسي عام 2018.
  • أثناء عملية الانتقال، يستخدم الرئيس سلطته التنفيذية وواجبه وفقا لمبادئ المشاركة والتشاور والإجماع.
  • يُحدد توزيع الوزارات على أساس عدد النواب المنتخبين من أحزاب التحالف، ويعين ويقيل رئيس الجمهورية الوزراء بالاتفاق مع رؤساء الأحزاب.
  • توزيع الصلاحيات والواجبات على نواب الرئيس والوزراء بموجب مرسوم رئاسي.
  • تعيين عمدتي إسطنبول وأنقرة كنائبين للرئيس.