يقترب تحالف "الشعب" المكون من حزب العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية، مِن ضم حزب الرفاه الجديد، ضمن سعيه الحثيث لتوسيع دائرة حلفائه، في ظل ارتفاع حظوظ أحزاب المعارضة في الانتخابات المرتقبة 14 مايو.
حزب الرفاه الجديد ينتمي لما يسمّى باليمين الإسلامي، أسّسه عام 2018 فاتح أربكان، نجل نجم الدين أربكان مؤسّس حزب الرفاه المنحل، الذي كان الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، قياديا بارزا به، ويعتبر أربكان معلمه.
مفاوضات متقدمة
زار بن علي يلدريم نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، وعلي إحسان يافوز، نائب الرئيس المسؤول عن شؤون الانتخابات، فاتح أربكان.
عقب الاجتماع قال أربكان: "كان هناك تبادل للأفكار حول الانتخابات، وذكروا أنهم يريدون حزب الرفاه ضمن تحالف الشعب في انتخابات 14 مايو.. سنجري تقييمات ونتشاور مع قواعدنا".
بينما ذكر يلدريم: "آمل أن نتمكن من السير معًا في هذه الانتخابات".
30 شرطا
نقلت صحيفة "الزمان" التركية أن دوغان أيدال، نائب رئيس حزب الرفاه الجديد، قال في تصريحات إن حزب العدالة والتنمية قبل الشروط الـ30 التي قدمها الحزب.
من بين هذه الشروط:
- خوض الانتخابات بشعاره الخاص.
- إغلاق جمعيات المثليين.
- إلغاء قانون رقم 6284 الخاص بمنع العنف ضد النساء.
- إلغاء دفع النفقة إلى أجل غير مسمّى من قبل الرجال الذين طلقوا زوجاتهم.
- اعتماد نظام تعليمي يمنح الأولوية للأخلاق والقيم الروحانية.
أردوغان والرفاه
- في عام 1983، أسس نجم الدين أربكان حزب الرفاه الإسلامي، وانضم إليه رجب طيب أردوغان، وصعد في مناصبه الداخلية حتى صار رئيسا لفرع الحزب في إسطنبول.
- خاض الرفاه الانتخابات البلدية والتشريعية محققا تقدما، وبرز بقوة في الانتخابات البلدية لعام 1994 لفوزه في أكثر من 400 بلدية، منها بلديتا أنقرة وإسطنبول.
- صعد نجمه أكثر في الانتخابات التشريعية 1995، التي فاز فيها بـ158 مقعدا، يمثلون خُمس نواب البرلمان.
- جاءت الضربة للحزب 1998 بحظره بأمر قضائي، بتهمة تعدي الفصل العلماني بين الدين والدولة، وسُجن أردوغان عدة أشهر.
- أسس بعض أعضاء الرفاه حزبا آخر هو "السعادة"، بينما أسّس أردوغان حزب العدالة والتنمية عام 2001 مع رفيقه في الرفاه عبدالله غول؛ ليفوز في الانتخابات التشريعية عام 2002، ومن يومها وهو الحزب الحاكم لتركيا.
- اللافت أن حزب السعادة هو ضمن تحالف الأمة المعارض الذي سيواجه أردوغان في الانتخابات المقبلة.
- أما حزب الرفاه الجديد، فشكله نجل أربكان عام 2018 أملا في استكمال مشروع الحزب المنحل.
التوجه للأكراد
بالتزامن مع خطوة ضم حزب الرفاه الجديد، تمكن تحالف الشعب من ضم حزب هدى بار، وهو كردي إسلامي محافظ، يُعرف بأنه الذراع السياسية لحزب الله الكردي الموصوف بالإرهابي لمسؤوليته عن عمليات خطف وقتل في التسعينيات، لكن سبق لـ"هدى بار" دعم أردوغان وحزبه في انتخابات سابقة.
قال زكريا يابيجي أوغلو، الأمين العام للحزب: "لقد قررنا دعم مرشح تحالف الشعب السيد رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية للعام 2023".
كما يعمل حزب العدالة والتنمية الحاكم، على ضم حزب الوطن الأم برئاسة إبراهيم شلبي، الذي أسسه الراحل تورغوت أوزال، وحزب اليسار الديمقراطي برئاسة أوندر أقسقال.
يأتي هذا في مواجهة اتساع تحالف الأمة المعارض، المكون من 6 أحزاب، ويتجه بدوره لتلقي الدعم من أحزاب أخرى، منها حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، والذي يملك كتلة انتخابية تصل إلى 6 ملايين ناخب.
كما أعلنت أحزاب أصغر دعمها لمرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري.