تقدم جديد أحرزه الجيش الروسي في جبهة شرق أوكرانيا الملتهبة، يعد الأول للجيش النظامي بعيدا عن مقاتلي مجموعة "فاغنر"، بتنفيذ عملية إنزال جوي ضخمة، مصحوبة بضخ أسلحة جديدة من المدرعات والمسيرات، بهدف إفشال خطة "هجوم الربيع" الأوكرانية.
الإنزال الجوي تبعه تقدم لقوات الجيش، بالأخص سلاح المدرعات، حيث سيطرت على بلدة كريمينايا بمحور لوغانسك؛ لتضيق الخناق على جميع محاور الشرق أمام القوات الأوكرانية.
وفي حديثين منفصلين لموقع "سكاي نيوز عربية" يقول باحث في الشؤون العسكرية من روسيا إن هذه التطورات تثبت زيف إدعاء الغرب بوجود أزمة تسليح روسية، فيما يراهن باحث من أوكرانيا في ذات التخصص على الوقت، ووصول المدرعات المتطورة من أوروبا وواشنطن لقلب المعادلة وتعزيز القوات الأوكرانية.
"أكبر رد"
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قضت على 350 عسكريا أوكرانيا على محور دونيتسك، و120 آخرين في لوغانسك، على الجبهة الشرقية خلال 24 ساعة، فضلا عن تدمير عتاد وأسلحة وآليات.
ويقول فوروجتسوف ستاريكوف، الباحث الروسي في مؤسسة "فولسك" العسكرية، إن هذا التقدم تبعه ضخ طائرات مسيرة مثل "أوريون"، ومنظومات دفاع متنقلة ودبابات متطورة أبرزها "تي 90- بروريف".
ويسرد ستاريكوف أمثلة لقدرات "أوريون" التي دفعت بها موسكو إلى الميدان لاصطياد المدرعات والدبابات الغربية التي استلمتها كييف من بولندا:
• تستطيع اصطياد الدبابات والمدرعات بدقة عالية عن طريق صواريخ موجهة طراز "خا-50".
• يبلغ أقصى وزن لها عند الإقلاع 1150 كلغم، وسرعة تحليقها 200 كم في الساعة.
• يمكنها البقاء في الجو لمدة يوم واحد، وتحمل قنابل موجهة لاستهداف المدرعات.
وبجانب المسيرات، دفعت وزارة الدفاع بدبابات "تي 90- بروريف" في جبهة باخموت ودونباس شرقا بالكامل، بخلاف الجبهة الجنوبية أيضًا في محيط نهر دنيبروا في خيرسون، ومن مزايا هذه الدبابات:
- هي من أصغر الدبابات في العالم ارتفاعا؛ ما ساعدها على الحركة السريعة.
- مزوّد بـ40 ذخيرة من أنواع مختلفة، فضلا عن صواريخ "ريفليكس – إم".
- إصابة المدرعات البرية، بجانب الأهداف الجوية البطيئة الحركة.
وفي ضوء ذلك، يرى الباحث الروسي أن مثل هذه الأسلحة المتطورة "هي أكبر رد على دعم الغرب لأوكرانيا، وبالأخص بالدبابات المتطورة، والتي نقل بها الحرب إلى مستوى المواجهة المباشرة بينه وبين موسكو، بعد أن كانت بالوكالة في الفترة الماضية".
كما أن تسريع المعارك وضخ هذه الأسلحة "يثبت زيف روايات الغرب حول وجود أزمة في التسليح داخل الجيش الروسي".
تكتيكات أوكرانيا
في المعسكر الأخر، تراهن أوكرانيا، بحسب موسيينكو ماتوزوف المتخصص العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، على عنصر الوقت لدخول أكبر قدر من الأسلحة الغربية، وبالأخص المدرعات والدبابات في جبهة الجنوب ومحيط خيرسون.
وفيما يعترف ماتوزوف بأن موسكو حققت بالفعل تقدما الأسابيع الأخيرة، لكنه وصفه بـ"المحدود"، وبأنه "كلفها خسائر فادحة، سواء في قوات "فاغنر" أو القوات النظامية، بخلاف الجبهات الأوكرانية التي ما زالت صامدة أمام محاولات اختراق باخموت ودونباس شرقا، أو عبور نهر دنيبروا حول خيرسون جنوبا".
وفي تقدير ماتوزوف، فإن "المعادلة الحالية لا تزال لصالح كييف؛ حيث لا تستطيع موسكو فرض سيطرتها على الأقاليم التي ضمتها (الأربع أقاليم التي ضمتها لأراضيها في استفتاء سبتمبر 2022)، أو حسم أي جبهة من جبهات القتال المفتوحة الآن".
ويتوقع تقدما لكييف بعد اكتمال عمليات تسليم شحنات الأسلحة القادمة من واشنطن والغرب، والتي بدأت بالفعل في الوصول، خاصة من بولندا بداية من نهاية فبراير.