تصاعد القتال على طول خط المواجهة في الجبهة الشرقية، وبالتحديد باخموت شرق أوكرانيا، حيث تخوض القوات الأوكرانية معارك ضارية لمنع قوات "فاغنر" الروسية تطويق تلك الجبهة، والتقدم نحو إقليم دونباس.
في حديثين منفصلين لموقع "سكاي نيوز عربية"، يسرد مسؤول عسكري أوكراني وسائل جيش بلاده لصد التقدم الروسي، في حين يقدم باحث في الشؤون الروسية ما يراها مؤشرات اقتراب حسم معركة باخموت لصالح موسكو.
تبذل "فاغنر" الروسية جهودًا متواصلة لقطع كل خطوط الإمداد بالأسلحة والذخائر عن القوات الأوكرانية بمحيط محور باخموت، لا سيما بعدما أعلنت سقوط قرية بيرخوفكا التي باتت تحت السيطرة الكاملة؛ وهو ما يفتح الطريق أمام إخضاع "المقاومة" في دونباس.
ميدانيا، يؤكد سفياتوسلاف بودولاك، مسؤول عسكري أوكراني في جبهة دونباس، أن القتال في تلك الجبهة هو الأعنف منذ بداية الحرب، نظرًا لتضاريس المنطقة والطقس، ورغم ذلك ما تزال القوات صامدة لمنع المخطط الروسي الخاص بتطويق المدينة وسقوط محور دونباس بالكامل.
إحكام الكماشة الروسية
قال يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة "فاغنر"، في بيان نشره جهازه الإعلامي، إن "قرية بيرخيفكا تحت سيطرتنا بالكامل"؛ ويعني تأكيد السيطرة على بيرخيفكا أن القوات الروسية بدأت تحكم الكماشة على باخموت من جهة الشمال.
نشر بريغوجين صورة لمقاتلين من "فاغنر" عند مدخل البلدة الاستراتيجية في الضاحية الشمالية لباخموت؛ وسبق أن أعلنت "فاغنر" سيطرتها على بلدات وأحياء في محيط وداخل باخموت، وذلك بعد أشهر من المعارك.
هنا يوضح سفياتوسلاف بودولاك، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن ما يجري على الأرض:
• قطع شبه كامل للإمدادات على 4 محاور في دونباس.
• تطويق مداخل باخموت وليمان وإفديفكا وشختار.
• تراجع القوات الأوكرانية لأطراف باخموت حيث يفصل بين الجانبين كيلومترين فقط.
• استخدام القوات الأوكرانية المدفعية والقصف المتواصل لفك الحصار ودفع "فاغنر" للتراجع.
ولصد تقدم "فاغنر"، فجَّر الأوكرانيون بالفعل سدّ أرتيوموفسك، وكذلك لمنعها من استخدامه في نقل المعدات الثقيلة لقلب باخموت، حسب بودولاك.
حسم باخموت
باتت القوات الروسية مدعومة بوحدات "فاغنر" على مقربة من إنهاء حرب استمرت لأسابيع في محور باخموت، يعزز ذلك إخضاع كامل أنحاء بيرخوفكا، والسيطرة شبه الكاملة على المدخل الشمالي ممثلا في بلدة باراسكوفيفكا (جنوب غرب باراسكوفيفكا شمالي دونيتسك)، الأسبوع الماضي.
أحرزت القوات الروسية تقدما ملحوظا الأسابيع الأخيرة، لا سيما شمالًا، بحيث سيطرت على مدينة سوليدار الشهر الماضي، وتستمر في التقدم نحو تطويق تام لشمالي باخموت، بينما أكد تقرير عسكري أوكراني أن القرى القريبة من باخموت لا تزال تحت سيطرة كييف.
يرى الباحث في الشؤون الروسية الأوروبية، الدكتور باسل الحاج جاسم، نقاطا تبرهن على اقتراب حسم روسيا لمعركة باخموت، ودور قوة "فاغنر" فيها:
• استطاعت "فاغنر" قطع طرقات مهمة لتموين القوات الأوكرانية بمحيط باخموت.
• زيارة رئيس مجموعة "فاغنر" الضواحي الشرقية لباخموت.
• اعتمدت القوات الروسية تكتيكات متطورة أثبتت نجاحها في مقابل الدفاعات الأوكرانية.
في بداية الأسبوع، أكدت الدفاع الروسية السيطرة على قرية باراسكوفيفكا المجاورة أيضا، وبالسيطرة على هذه المناطق فمن الممكن الاقتراب من قطع الطريق المؤدي إلى مدينة تشاسوف يار، وهو الطريق الوحيد الذي يمكن عبره نقل الإمدادات للقوات الأوكرانية في باخموت حاليا، وهو ما تسعى "فاغنر" لتحقيقه.
في وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الأوكراني، أن روسيا شنت هجمات فاشلة قرب قرية ياهيدني خلال اليوم المنتهي، وذلك بعدما قالت "فاغنر" إنها استولت على القرية الواقعة في شرق أوكرانيا قرب منطقة يحتدم فيها القتال.