هل يميل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن إلى التريث.. أم سيبادر أحدهما إلى الضغط على الزر النووي؟ وما الذي يميّز القدرات النووية لكل من بلديهما؟.
5 دقائقَ إلى 10 هي المدة الزمنية التي يحتاجها تنفيذ قرار أي من الرئيسين الأميركي والروسي، باستخدام السلاح النووي.
مخاوف عادت إلى الواجهة، بعد تعليق روسيا مشاركتها في معاهدة نيو ستارت للحد من الأسلحة النووية.
ما هي القدرات النووية لكل من البلدين؟
تملك روسيا والولايات المتحدة نحو 90% من الترسانة النووية العالمية، التي تضم 12 ألفا و700 قنبلة نووية.
وتستحوذ روسيا على أكبر مخزونات الرؤوس النووية بما يقدّر بـ6 آلاف رأس نووي. تليها الولايات المتحدة مع أكثر من 5 آلاف و400 رأس نووي.
وتضم الترسانة النووية الروسية في وضع الإطلاق الاستراتيجي 1588 رأسا حربيا، وفي وضع التخزين أو التقاعد نحو 4390 رأسا حربيا.
فيما تتوزّع الترسانة النووية الأميركية إلى: 1644 رأسا حربيا في وضع الإطلاق الاستراتيجي، ونحو 3665 رأسا حربيا في وضع التخزين أو التقاعد.
وكانت موسكو قد كشفت، في يوليو الماضي، عن الغواصة النووية {بيلغورود}، المعروفة أيضاً بغواصة يوم القيامة.
يبلغ طولها نحو 183 متراً، وهي قادرة على توليد موجات تسونامي إشعاعية يفوق ارتفاعها نصف كيلومتر.
أين تنتشر كل هذه الأسلحة النووية؟
تعدّ المواقع الدقيقة لمنشآت تخزين الأسلحة النووية الروسية والأميركية سرية بشكل عام.
ومع ذلك، كشفت صور الأقمار الاصطناعية عن موقعين محتملين بالقرب من العاصمة موسكو:
- الأول في منطقة Tver، على بعد نحو 145 كلم من العاصمة.
- الثاني في منطقة Mozhaysk على بعد 112 كلم غرب موسكو.
كما يعتقد أن موسكو جهّزت قواعد عسكرية في شبه جزيرة القرم قادرة على إطلاق صاروخ "إسكندر"، القادر على حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية. ونشرت الصاروخ نفسه في منطقة كالينينغراد.
في المقابل، تملك الولايات المتحدة نحو 100 قنبلة جاذبية نووية من طراز {بي 61} في ست قواعد للناتو في إيطاليا ألمانيا بلجيكا هولندا وتركيا.
كما نشرت الولايات المتحدة، العام الماضي، في هذه المواقع، النسخة المحدّثة من هذه الأسلحة النووية التكتيكية من طراز {بي 61 - 12} القادرة على حمل رأس نووي أكثر دقة، ويمكنه أن يتوغل تحت سطح الأرض.
روسيا تعزز قدراتها النووية
حملت الرسالة الأخيرة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأخير العديد من الرسائل لعل من أبرزها الحديث عن البلاد ستواصل تعزيز قدراتها النووية ولا سيما ما يعرف بـ"الثالوث النووي".
بوتين أوضح أن روسيا ستواصل إيلاء اهتمام متزايد بتعزيز قواتها النووية وستبدأ عمليات تسليم جماعية لصواريخ "تسيركون" فرط الصوتية التي تطلق من البحر.
كما أن هناك قرارا آخر اتخذه بوتين لايقل أهمية و هو اعتزامه نشر صواريخ بالستية عابرة للقارات من طراز "سارمات" وهو سلاح قادر على حمل رؤوس حربية نووية متعددة.
كما أعلن بوتين مواصلة الإنتاج الضخم لأنظمة كينجال الجوية فرط الصوتية، مشيرا إلى أن موسكو ستواصل تعزيز الثالوث النووي لروسيا في إشارة لصواريخ أرض-أرض، والصواريخ التي يتم إطلاقها من الجو، والصواريخ النووية التي يتم إطلاقها من البحر.
تعزيز قوات الفضاء والطائرات المسيرة
وأكد الرئيس الروسي في الوقت نفسه أن موسكو ستواصل الإنتاج المتسلسل للنماذج الواعدة للجيش والبحرية، وقوات الفضاء والطائرات المسيرة.
وفي الجانب الأميركي، قال الرئيس جو بايدن إنه لم يفسر قرار نظيره الروسي فلاديمير بوتين بتعليق المشاركة مؤقتا في معاهدة ستارت الجديدة للحد من الأسلحة النووية، على أنه مؤشر على تفكيره في استخدام تلك الأسلحة.
وتعد معاهدة ستارت الجديدة آخر اتفاقية متبقية للحد من التسلح بين واشنطن وموسكو وتحد المعاهدة من نشر الرؤوس الحربية النووية لكلا البلدين.