يشهد إقليم دونباس معارك مستعرة وحرب شوارع بين القوات الروسية والأوكرانية، مع استمرار مناشدت كييف للغرب بسرعة إرسال حزمة المساعدات العسكرية الجديدة والتي تتمثل في الدبابات.
فمن الجبهة الأشرس في المعارك شرقي أوكرانيا، يؤكد المسؤول العسكري أوكراني في جبهة دونباس سفياتوسلاف بودولاك أن روسيا ستسيطر على معظم الإقليم حال تأخر شحن الأسلحة الغربية إلى جبها القتال.
ويُضيف بودولاك، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن قوات "فاغنر" الروسية تحاول في الوقت الحالي حصار باخموت بالكامل بعد تقدمها النسبي في كراسناغورا وفي مارينكا جنوباً مما يمكنهم من قطع طريق الإمدادات الرئيسي في جبهة دونباس بالكامل.
تكتيك روسي جديد
اعتمدت روسيا في حصارها باخموت ومحاولة فرض السيطرة على إقليم دونباس بالكامل على عدة تكتيكات بحسب سفياتوسلاف بودولاك المسؤول العسكري أوكراني في جبهة دونباس.
- الدفع بقوات "فاغنر" في البداية وشن حرب شوارع.
- تغطية تقدم "فاغنر" بالمدفعية الثقيلة لضرب المناجم التي يتحصن بها الجنود.
- الدفع بوحدات قتالية ومشاة بأعداد كبيرة خلف قوات "فاغنر".
- استهداف البنية التحتية في القرى والمدن بالإقليم لقطع طرق الإمدادات الرئيسية.
- سيطرت فاغنر بتلك الخطة على 3 طرق رئيسية للإمدادات من أصل 5 طرق.
ويتابع بودولاك، خلال تصريحاته، أن هذا التكتيك اتبعته روسيا في المدينة الصناعية "آزوفستال" مما أوقع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين، نظرًا لقصف عشوائي وضرب ممنهج للبنية التحتية.
ويؤكد المسؤول العسكري الأوكراني في دونباس، أن الدفاع عن خطوط الإمدادات المتبقية يتم بشكل مستميت، بخلاف تنظيم الدفاعات لمنع التطويق الكامل للقوات الروسية لمنطقة باخموت وتعطيل التقدم لحين وصول الأسلحة المدرعة التي ستعزز بشكل كبير من موقف القوات على الأرض أمام الاجتياح الروسي.
في السياق، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن قوات "فاغنر" حققت تقدما طفيفا في المعارك الدائرة في مناطق مختلفة من إقليم دونباس خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأكدت أن مجموعة "فاغنر" حققت بشكل شبه مؤكد المزيد من "المكاسب المحدودة" حول الضواحي الشمالية لمدينة باخموت، شمالي مقاطعة دونيتسك، بما في ذلك "كراسنا غورا".
ويحتاج الروس إلى السيطرة على خطوط الإمداد عن طريق البر ومنع وصول الأوكرانيين إلى طرق السكك الحديدية من الغرب؛ وتُعد السكك الحديدية هي وسيلة النقل الأكثر فعالية للقوات الأوكرانية والأسلحة الثقيلة.
وفي ظل المناشدات الأوكرانية للغرب بسرعة شحن المساعدات العسكرية ودفعها في مناطق القتال، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إنّ "القوات الأوكرانية تستهلك كمية ذخائر أكبر كثيراً من تلك التي تنتجها الدول الأعضاء في الحلف".
السقوط قريبا
المحلل العسكري الروسي ألكسندر أرتاماتوف توقع أن يكون سقوط باخموت وإقليم دونباس بالكامل قبل الـ24 من الشهر الجاري وهو ذكرى مرور عام على العملية الروسية في أوكرانيا.
ويوضح ألكسندر أرتاماتوف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن سقوط الإقليم الصناعي يعود لتكتيكات المعارك الجديدة التي نفذها الجيش الروسي بخلاف خسائر كييف الفادحة في القوات خلال الأسابيع الماضية؛ مشيرًا إلى عدة أهداف قادمة ومنها:
- السيطرة الكاملة ليس فقط على دونباس ولكن أيضا على منطقة خيرسون الجنوبية.
- التقدم الروسي يسمح لإنشاء جسرا بريا على طول الساحل الجنوبي للحدود والسيطرة على إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم.
- سلوفيانسك هي الهدف الكبير التالي أسفل طريق إم 03، لتتمكن روسيا من التقدم غربا والاتصال بالقوات الروسية التي تندفع جنوب شرق إيزيوم.
وتوقع ألكسندر أرتاماتوف، تكثيف وتيرة العملية العسكرية وحسم المعارك في عدة جبهات لمنع استفادة كييف من الدعم الغربي الأخير والذي يتمثل في أنظمة دفاعية ومدرعات لشن هجوما بريًا.