في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها العديد من الدول العربية، يلجأ الكثر للدخول بمغامرات محفوفة بالمخاطر، للدخول إلى الولايات المتحدة عبر حدود المكسيك.
وفي نموذج يعكس كم المخاطر العالي ذاك، كتب أحد الأطباء السوريين منشورا على موقع "فيسبوك" بإحدى المجموعات المخصصة للعرب المقيمين بأميركا ما مفاده بأنه يريد تسليم نفسه على الحدود الأميركية المكسيكية، متسائلا عن مدة الحجز التي سيتعرض لها والمخاطر المترتبة على ذلك.
منشور الطبيب السوري كشف أن المئات اتبعوا نفس الشيء لدخول الولايات المتحدة ومنهم من نجح في ذلك ومنهم من تعرض لمخاطر وصلت إلى حد فقدان حياتهم على يد عصابات تنشط على الحدود المكسيكية الأميركية، فضلا عن تعرضهم للسجن بالولايات المتحدة في حال قبول السلطات الأميركية بدخولهم.
رد أحدهم على الطبيب السوري موضحا أن المسألة ليست سهلة قائلا: "أذا لم يطلقوا عليك النار ستُسجن، وبعدها غير معروف ما هو مصيرك".
فيما قال آخر: "سجن من 3 إلى 10 أيام، وبعد السجن ستدخل أميركا بشكل طبيعي"، بينما نوه ثالث إلى أن فترة السجن قد تصل إلى 4 أشهر.
أما الأخطر في القصة هو ما قاله شخص رابع: "العصابات المكسيكية التي سوف تتعامل معها على الحدود قد تصل بك إلى عصابات تجارة الأعضاء وتفقد حياتك، وحتى إذا دخلت أميركا ستتحول من طبيب إلى عامل في مصنع، أو تقبل بأعمال كلها استغلال لصحتك ولعمرك، فلا تتصور أنهم سوف يأخذونك لتصبح بديلا لطبيب أميركي أو أوروبي، فالمسألة فيها مخاطرة كبيرة بحياتك وشهادتك ولابد أن تدرس تلك الخطوة جيدا قبل اللجوء إليها".
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن المهاجر العراقي، رياض خليل، كشف لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه دخل عن طريق الحدود الأميركية المكسيكية، وكانت الأمور ميسرة له على الحدود وكان ذلك في شهر ديسمبر الماضي، حيث تسلمته السلطات الأميركية وتم سجنه لمدة شهر ونصف وبعدها تركوه وطلبوا منه إبلاغهم بالعنوان الذي سيكون فيه بالولايات المتحدة.
وتابع أنه رغم دخوله البلاد إلا أنه لا يستطيع العمل بشكل قانوني لأنه لم يحصل على أية أوراق من السلطات بعد، وأنه ينتظر محاكمته بتهمة اختراق الحدود وبعدها ستقرر المحكمة إما قبوله كلاجئ أو سجنه بتهمة اختراق السيادة الأميركية، ولكن في جميع الأحوال هو يقبل أي شيء لأنه في النهاية سيظل بأميركا ولن يخرج منها.
المحامي المتخصص في قضايا اللجوء بالولايات المتحدة، عمر الأسعد، قال لموقع "سكاي نيوز عربية" إن يرد إليه الكثير من الحالات لعرب دخلوا عن طريق الحدود المكسيكية الأميركية ويطلبون منه رفع قضايا لجوء لهم.
وتابع أنه بالفعل يقبل ذلك من أجل مساعدتهم على جعل أوضاعهم قانونية، ولكن القضايا تستمر في المحاكم الأميركية لفترة قد تصل إلى 10 سنوات من التداول، وطوال هذه الفترة يظل أصحاب القضايا في وضع غير قانوني وغير مستقر، وبالكاد يحصل لهم على تصاريح مؤقتة بالعمل من أجل الإنفاق على أنفسهم.
وأوضح أن الخطة التي يعتمدها الكثر ممن يدخلون عن طريق الحدود هي أنهم يمزقون أو يخفون جوازات سفرهم وأوراق هويتهم ويدعون للسلطات أنهم بلا وطن حتى يجبرون السلطات الأميركية على قبولهم، وإذا قبلتهم السلطات ولم تعيدهم للمكسيك، يتم حبسهم لفترة للتأكد منهم أمنيا وبعدها تركهم وتحديد موعد للمحاكمة بتهمة اختراق الحدود.
وأشار إلى أنه بعد دخول الشخص يبدؤوا في إظهار أوراقه الثبوتية ويلجأ لمحامي هجرة ليقيم دعوى لجوء وهكذا، ولكنه ينصح بعدم اتباع ذلك الطريق لخطورته خاصة على حدود المكسيك لانتشار الخارجين على القانون وكذلك قد تطلق الشرطة الأميركية النار على من يقترب من الحدود.