لم تقتصر تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الإثنين، على المناطق الرئيسية المتضررة، بل امتدت لتطال العديد من الولايات التركية في جنوب شرق وغرب البلاد، والمحافظات السورية لا سيما الشمالية والوسطى منها، التي ضربتها هزات ارتدادية عنيفة منذ ساعات الفجر ولغاية ظهيرة الأثنين، والتي وصلت للعاصمة دمشق.
خطر الارتدادات
فيما يحذر الخبراء الجيولوجيون وهيئات الرصد الزلزالي، من احتمالية وقوع المزيد من الزلازل والتوابع الزلزالية خلال الساعات والأيام المقبلة، وسط استمرار أعمال الإنقاذ ورفع الأنقاض بحثا عن ناجين في مشاهد كارثية، تعكس حجم الدمار الذي حل بعشرات المدن والبلدات التركية مثل كهرمان مرعش وديار بكر وهاتاي والسورية مثل حلب وحماة واللاذقية.
وقد شملت الارتدادات الزلزالية مناطق بعيدة نسبيا عن مركزه، كما هي الحال في مدينة الحسكة، والتي هي مركز محافظة الحسكة السورية شمال شرقي البلاد، والتي تبعد عن الحدود التركية السورية نحو 80 كيلومترا.
شهادات
تقول شرين عبد العزيز، وهي ربة منزل من سكان الحسكة، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:
- كنا نياما وفجأة أيقظني زوجي ليخبرنا بوقوع زلزال، حيث ما عدت أدرك ماذا يحدث، وهل أنه حلم أم حقيقة، حيث لا كنت مستيقظة تماما ولا كنت نائمة.
- وعلى وقع الارتباك والهلع وتعالي صيحات الجيران وعويل النساء والأطفال، سارعنا زوجي وأطفالنا وللنزول حيث شقتنا تقع في الطابق الرابع وهو الأخير من العمارة، ومن شدة الصدمة وهولها فقد نزلنا بثياب خفيفة والجو شديد البرودة، ولنعود مرة أخرى لنرتدي السترات الثقيلة.
- وهكذا بقينا وسط الشارع مع سكان الحي، لحين بزوغ الشمس وبعدها عدنا لشققنا، ومع حدوث هزات ارتدادية أخرى في ساعات الظهر، ذهبنا لبيت أهلي الأرضي كونه أكثر أمانا ويمكننا الخروج منه بسرعة في حال حدوث أي طارىء.
أما في مدينة القامشلي الواقعة على الحدود السورية التركية، فتقول الطالبة الجامعية ليلى صالح، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:
- نعيش منذ ساعات الفجر في رعب حقيقي، حيث تتوالى التوابع الزلزالية، لدرجة أن كثيرين من سكان المدينة يتجمعون في سياراتهم في ساحات عامة فسيحة، خوفا من انهيار المنازل والعمارات.
- الوضع مأساوي خاصة في ظل سوء الأحوال الجوية وتساقط الأمطار بغزارة، حيث حتى لو خرجت من المنزل خوفا من حدوث زلزال جديد، فلا يمكنك البقاء طويلا في الخارج بفعل البرد الشديد والمطر المتساقط بقوة، وما يزيد الناس هلعا وتوترا هو حجم الدمار الواسع الذي حل بالعديد من المناطق السورية الأخرى والمشاهد الكارثية الواردة من هناك .
آخر إحصائيات زلزال سوريا
وفيما تتواصل عمليات الانقاذ والبحث عن ناجين تحت الأنقاض في المناطق السورية المنكوبة، فإن حصيلة القتلى والجرحى والمفقودين في ازدياد، حيث تشير الحصيلة الأخيرة لوزارة الصحة السورية والتي يتم تحديثها باستمرار إلى أن عدد القتلى بلغ 430 والجرحى بلغ عددهم 1315 في حصيلة غير نهائية حسب بيان الوزارة، وهي أرقام تغطي محافظات حلب وحماة واللاذقية وطرطوس.
فيما هناك مناطق متضررة في شمال وغرب البلاد هي خارج سيطرة الحكومة السورية، مثل بعض مناطق محافظة إدلب وريف حلب، والتي تعتبر من المناطق الأكثر تأثرا بالزلزال حيث يقدر عدد الوفيات والاصابات الأولية هناك بالمئات، وفق مصادر محلية وإعلامية كالمرصد السوري لحقوق الإنسان.