خيم التوتر على العلاقات بين بكين وواشنطن، يوم الجمعة، بعدما أعلنت واشنطن عن رصد ما قالت إنه منطاد "تجسس" صيني دخل إلى أجواء الولايات المتحدة، في حين قالت بكين إن الدخول لم يكن مقصودا.

ونقلت مجلة "تايم" عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن الولايات المتحدة لم تقم بإسقاط المنطاد، نظرا لمخاوف متعلقة بالسلامة، واحتمال وقوع أضرار بسبب حطامه.

من جانبها، قالت الصين إن المنطاد الذي يستخدم لأغراض مدنية متمثلة في الأرصاد الجوية، دخل إلى الأجواء الأميركية على نحو مقصود، لأنه يتمتع بقدرة توجيهية محدودة.

وعقب الحادثة، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤول أميركي، أن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، قرر تأجيل زيارته التي كانت مرتقبة إلى الصين الأسبوع المقبل.

وتثير هذه الحادثة نقاشا حول ما يقوله القانون الأميركي بشأن دخول الطائرات إلى المجال الجوي للبلاد، لأن المنطاد دخل أجواء الولايات المتحدة دون ترخيص مسبق، حتى وإن لم يكن طائرة.

ضوابط صارمة

يجري تحديد ضوابط دخول الأجواء الأميركية من قبل إدارة الطيران الفيدرالي التي تتولى شؤون كافة أنشطة الطيران المدني في البلاد، إلى جانب وزارة الأمن الداخلي، ووزارة الدفاع.

أي طائرة تسافر من وإلى الأراضي الأميركية عليها أن تراعي ثلاثة شروط:

  • بيان ومعلومات بشأن كل راكب موجود على متن رحلة الطائرة.
  • إخطار بشأن وجهة المغادرة.
  • إخطار بشأن وجهة الوصول.

وتحتاج أي طائرة تدخل المجال الجوي للولايات المتحدة، قادمة من خارج البلاد، إلى تقديم طلب إذن و"تعريف" بشكل مسبق، سواء عند الدخول والخروج.

وتحتفظ الولايات المتحدة بصلاحية إبداء الرفض والقبول لطلبات دخول أو عبور الأجواء الأميركية.

وتمت إقامة نظام يعرف بـ"منطقة تمييز الدفاع الجوي"، لأجل مراقبة كل ما يدخل إلى نطاق معين، وفق حدود واضحة.

ويتوجب على كل طائرة تدخل إلى هذا النطاق أن تبادر إلى إخطار السلطات الأميركية بشكل مسبق، على أن تفعل ذلك قبل ساعة على الأقل من الدخول، في حال كان المركبة على بعد سرعة عبور لا تزيد عن ساعتين، من أجواء الولايات المتحدة.

ويتعين على كل مركبة تعبر الأجواء الأميركية أن تقوم بتفعيل "مسار الرحلة" قبل الدخول لما يعرف بمنطقة تمييز الدفاع.

وإلى جانب الإخطار، توضح الخارجية الأميركية أنه في النقاط التي تثار فيها مخاوف بشأن تهديدات محتملة للأمن القومي، فإن هناك إمكانية للاعتراض من قبل طائرات عسكرية، عند دخول الأجواء الأميركية.

احتمال الاعتراض

تقول الخارجية الأميركية إنه ينبغي أن يكون الطيارون على دراية بالتعامل مع حالات الاعتراض، كأن يكونوا مستعدين للتعاون.

ويوضح المصدر أنه في حال عدم تعاون الطيار، فإن السلطات الأميركية قد تلجأ إلى القوة، لاتخاذ إجراء متعلق بالسلامة.

ويجب على أي طائرة تعبر وتسافر في الأجواء الأميركية أن تحتفظ بقناة تواصل مع السلطات المختصة بالطيران في الولايات المتحدة، من خلال ترددات معينة.

وحتى في حال، أرادت حكومات دول أن تطلب ترخيصا ديبلوماسيا من أجل هبوط أو عبور مركباتها في الولايات المتحدة فإنها تحتاج إلى الحصول على إذن مسبق.

ويجر منح الإذن بشكل مسبق من قبل وزارة الخارجية الأميركية، ومكتب البرامج الدولية والمبادرات، على أن يكون مسار الرحلة محددا بشكل دقيق.

ويتعين تقديم الطلب قبل ثلاثة أيام عمل على الأقل، في حين تحتاج المركبات البحرية إلى طلب إذن ديبلوماسي مسبق قبل 30 أيام.

أخبار ذات صلة

فيديو.. تعرف إلى أبرز وسائل التجسس
"أزمة المنطاد" تكبُر.. بلينكن يؤجل زيارته إلى الصين