تبذل أجهزة الشرطة الأميركية جهودا مضنية خلال هذه الأيام في محاولة لتجميل صورتها التي "تلطخت"، بفعل قيام 5 من ضباط مدينة ممفيس بولاية تينيسي بالاعتداء بالضرب المبرح على شاب ذي أصل إفريقي يسمى تاير نيكولز، مما تسبب في مقتله.
وتحركت أقسام من الشرطة الأميركية في عدة مدن وولايات لإدانة هذا الحادث والتبرؤ منه ومن الضباط الذين ارتكبوه، من أجل تحسين صورة الشرطة أمام المجتمع وخاصة المهاجرين وذوي البشرة السمراء.
وكان قد تم القبص على نيكولز في 7 يناير الماضي، بتهمة القيادة المتهورة للسيارة وتم الاعتداء عليه بالضرب مما استدعى نقله للمستشفى وتوفي بعد ذلك، مما تسبب في حالة غضب كبيرة.
الليلة الماضية، حضر رئيس شرطة ديلراي بيتش بولاية فلوريدا، روس ماجر، إلى كنيسة جبل أوليف المعمدانية لإجراء مناقشة مفتوحة مع السكان حول حفظ الأمن في المدينة.
وحضر اللقاء العشرات من السكان الأميركيين والمهاجرين من أصول عربية وأوروبية وآسيوية، وكانت لديهم الكثير من الأسئلة حول سياسة الشرطة وكيفية عملها، خاصة بعد الحادث المروع الذي حدث من قبل ضباط الشرطة في ممفيس.
من جانبه، رد رئيس شرطة ديلراي بيتش على جميع الأسئلة قائلا: "نحن نأخذ تصرفات ضباطنا على محمل الجد. نتوقع منهم أن يعاملوا الجميع بلطف واحترام ومهنية وأن يفعلوا الصواب".
فيما أصدر رئيس قسم شرطة ريتشموند بولاية فيرجينيا، مايكل بريت، بيانا قال فيه إن: "الأحداث التي وقعت في ممفيس 7 يناير 2023 والتي أدت إلى مقتل تاير نيكول على أيدي ضباط الشرطة، ينظر إليها جميع ضباط شرطة ريتشموند على أنها غير مقبولة على الإطلاق ومثيرة للاشمئزاز".
وأضاف "يُنظر إلى أفعال هؤلاء الضباط على أنها غير قانونية ويرتكبها ضباط لم يضعوا في اعتبارهم سلامة هذا المواطن (أو أي قيمة أساسية أخرى). نحن كإدارة شرطة لا ندعم هؤلاء الضباط في ممفيس الذين خانوا ثقة الناس بأي شكل".
وتابع:" تحمل إدارة شرطة ريتشموند ضباطها على مستوى أعلى من الكفاءة والمهنية كجزء من مهمتها، لضمان سلامة المواطنين. لا تعكس تصرفات هؤلاء الضباط الخمسة في ممفيس الاحترافية التي تسعى إدارة شرطة ريتشموند جاهدة للالتزام بها ولا تشير إلى مهنتنا المختارة.
وأضاف أن التصرف لا يعبر عن "الآلاف من ضباط إنفاذ القانون المحترفين والمدربين تدريباً جيداً في جميع أنحاء أمتنا العظيمة الذين يقومون بعمل رائع، وهم مكرسون لحماية وخدمة مجتمعاتهم بقيمهم الأساسية، واحترام مواطنيهم وواجبهم في توجيه سلوكهم".
واستطرد:" أتمنى أن تريحنا روح الوحدة في مجتمعنا جميعًا بينما ننتقل من خلاله، وهذا اختبار آخر لقوة مجتمعاتنا. ثقوا معنا في أن العدالة ستتحقق في تلك القضية".
ومن جانبها، وجهت جمعية رؤساء الشرطة في ولاية إيداهو رسالة لجميع طوائف المجتمع الأميركي جاء فيها: "بعد مشاهدة مقطع الفيديو لما حدث في ممفيس، شعرت جمعية رؤساء الشرطة في إيداهو بالإحباط لأن هؤلاء الضباط الخمسة ظهروا متجردين من الإنسانية لدرجة أنهم ارتكبوا مثل هذا العمل الإجرامي الفظيع، وهو فعلاً إهانة لمهنتنا ومهمتنا في الحماية والخدمة".
وتابعت: "تستعد العديد من المدن الكبرى لأعمال شغب، وعلى الرغم من أننا ربما لن نشهد هذا النوع من النشاط، فنحن على يقين من أن مواطنينا سيمارسون حقهم في الاحتجاج، ونحن على ثقة من أنهم سيفعلون ذلك بطريقة سلمية. سوف نرسم جميعًا بفرشاة عريضة صورة ضباط ممفيس".
وأضاف أن الضباط المتورطين لا "يمثلون الاحتراف الذي يظهره ضباط إيداهو كل يوم. ما حدث لتاير نيكولز في ممفيس بولاية تينيسي مروع بقدر ما هو مثبط للهمم. يكاد يكون من المستحيل فهم حقيقة أن خمسة ضباط شرطة من المفترض أن يحموا ويخدموا مجتمعهم، يمكن أن يكونوا وقحين ووحشين. فهم لم ينتهكوا فقط قسمهم كضباط شرطة فقط، بل انتهكوا المبادئ الأساسية للإنسانية. بينما تتعاطف قلوبنا مع عائلة نيكولز، نعلم أنها لن تعيده أبدًا أو تشفي آلامهم".
وختمت الرسالة بالقول: "بصفتنا قادة شرطة، علينا أن ندرك ونعترف عندما يلوث شخص ما مهنتنا. علينا أن نحاسب ضباطنا ونحتاج إلى الحفاظ على معاييرنا الصارمة في التوظيف والتدريب من أجل تجنب وقوع مثل هذه الحوادث في ولايتنا. إلى ضباط شرطة إيداهو ، شكرًا لكم على تعاطفكم المستمر وواحترافكم في العمل".