جاء إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إمكانية إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا ليمثل، وفق محللين، "نقلة نوعية في موقف تل أبيب من الحرب ما يمثل إزعاجا كبيرا لروسيا التي تملك عدة ردود بينها دعم إيران".
ومنذ بداية الحرب في 24 من فبراير العام الماضي، تقوم إسرائيل بعمل توازن دبلوماسي في العلاقات مع أوكرانيا وروسيا، ورغم إدانتها للتحرك الروسي رسميا وإرسال مساعدات منتظمة إلى أوكرانيا، إلا أنها لم تشارك في أي دعم عسكري وتعرضت لانتقادات واسعة لأنها لم تكن أكثر شدة في انتقادها لموسكو.
إلا أن الموقف تبدل مع وصول نتنياهو للسلطة، فعندما سئل خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" ما إذا كان بإمكان إسرائيل تقديم المساعدة لأوكرانيا في مجالات مثل القبة الحديدية التي تحمي إسرائيل من الهجمات الجوية، أجاب: "حسنا، أنا بالتأكيد أدرس هذا الأمر".
ووفق الشبكة الأميركية فإن إسرائيل باتت أكثر قلقا من تنامي العلاقات الروسية الإيرانية مع ظهور المسيّرات الإيرانية في ساحة الحرب بأوكرانيا، وإمكانية تزويد طهران روسيا بصواريخ لتجربة وتطوير أسلحتها.
زيارة سرية وتحذير روسي
- نهاية نوفمبر الماضي، قام وفد عسكري أوكراني لإسرائيل بزيارة إسرائيل طلبا للتزود بالأسلحة والمضادات الدفاعية الجوية، وفق ما كشفه لاحقا التلفزيون الإسرائيلي الرسمي.
- حفاظا على سياسة الحياد، عملت إسرائيل على التقليل من الزيارة.
- فيما قالت صحيفة "هآرتس" إن إسرائيل وافقت على تمويل وشراء ما وصفته بالمواد الاستراتيجية لصالح المجهود الحربي الأوكراني، وتم نقلها عبر دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي بضغط من الإدارة الأميركية التي طالبت تل أبيب بعدم قصر دورها على المساعدات الإنسانية.
- تلي الزيارة مباحثات روسية إسرائيلية حذرت فيها روسيا تل أبيب من مغبة دعم كييف بالأسلحة.
أميركا تجر إسرائيل للحرب بأسلحة 1973
- منتصف الشهر الجاري، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، قولهم إن واشنطن تستخدم مخزوناتها الكبيرة في إسرائيل لإمداد أوكرانيا بقذائف المدفعية.
- نحو نصف القذائف التي يصل عددها لـ300 ألف المخصصة لأوكرانيا تم شحنها لأوروبا لتسليمها لبولندا ومن ثم لأوكرانيا.
- الصحيفة قالت إن إسرائيل أعربت في البداية عن مخاوفها من أن ينعكس ذلك على العلاقات مع روسيا.
- وفق الصحيفة فإن مخزون الذخيرة الأمريكية في إسرائيل يعود إلى حرب 1973، عندما نقلت واشنطن معدات عسكرية جوا إلى إسرائيل. وبعد الحرب، أقيمت مخازن حرب هناك لاستخدامها في حال اندلاع أي أزمة بالمستقبل
لماذا تخلت إسرائيل عن الحياد بأوكرانيا؟
وحول أسباب تغيير إسرائيل سياستها تجاه الحرب، قال الأكاديمي المتخصص بالشأن الدولي طارق فهمي لـ"سكاي نيوز":
- إسرائيل تبحث عن مصالحها في هذا التوقيت وإرسال رسائل مختلفة للجميع لروسيا بأنها تملك أوراق ضاغطة بعد تطور العلاقات مع طهران، وللغرب من أجل الحصول على مزايا من الحلف.
- مشروع القبة الحديدية مقترح موجود على الطاولة منذ فترة وإسرائيل أجرت اتصالات مباشرة ليس سياسيا فقط وإنما على الجانب العسكري وهناك حديث أيضا عن منظومة السماء الحمراء لتقديمها إلى أوكرانيا.
- حال حدوث ذلك ومجرد الموافقة من قبل نتنياهو يمثل نقلة نوعية في تغير موقف إسرائيل من الحرب.
- سيزعج ذلك بشكل كبير الجانب الروسي الذي يملك قائمة كبيرة من الردود بينها وقف الإنذار الاستراتيجي المبكر في السماوات السورية وفتح ملف الجالية اليهودية وغيرهما، هناك تغييرات كبيرة ستطرأ خلال الفترة المقبلة.
- على مدار الفترة الماضية أمدت إسرائيل ببعض الذخائر التابعة لأميركا أما دعم أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية سيكون له مخاطره الكبيرة، وهناك اعتراضات من الجانب العسكري الإسرائيلي لأن ذلك معناه الاحتكاك المباشر مع روسيا.
- ستكون هناك تشابكات روسية إيرانية إسرائيلية أوكرانية، قد يلجأ الجانب الروسي إلى إيران لمشاكسة تل أبيب بعد تبنيها جانب أوكرانيا.
- الإيرانيون يتأهبون وستكون طهران المستفيدة عبر تقوية العلاقات بشكل عميق مع روسيا.
- نتنياهو ليس لديه القدرة على لعب دور الوسيط بعد تبني دعم جانب أوكرانيا في الحرب وإسرائيل حاولت سابقا في حكومة بينيت ولابيد ولكن فشلت المحاولات.