سلطت دعوة بكين أمام مجلس الأمن الدولي إلى مساعدة دولة مالي في حربها ضد الإرهاب الضوء على دعمها للمجلس العسكري الانتقالي الحاكم في باماكو، وتحرك بكين لتثبيت نفوذها في البلد الذي يشهد صراع نفوذ دولي قوي حوله.
ووفق تقديرات أكاديمي مالي متخصص في العلوم السياسية، تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن مالي مهمة بالنسبة لبكين، ليس فقط في التوسع الاقتصادي الصيني المعتاد، ولكن في اختبار وجودها العسكري كذلك في الخارج.
وقال داي بينغ، نائب المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة: "يجب على المجتمع الدولي مساعدة مالي في بناء قدراتها في مكافحة الإرهاب، وتعزيز دعمها من حيث التمويل، والمعدات، والاستخبارات، والخدمات اللوجستية، واحترام حق مالي السيادي في الانخراط في التعاون الأمني".
وأشاد الدبلوماسي الصيني، خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن بشأن مالي، الجمعة، بجهود المجلس الحاكم في باماكو، قائلا إن الحكومة المالية نفذت عمليات لمكافحة الإرهاب، وأطلقت العملية الدستورية، وأحرزت تقدما في التحضير للانتخابات، وهي جهود "تستحق اعترافنا الكامل".
الصين تملأ الفراغ
يربط أستاذ العلوم السياسية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، بين هذه التصريحات، وبين اشتداد صراع النفوذ الدولي في منطقة الساحل والصراع.
هذا الصراع اشتد بعد الانسحاب العسكري الفرنسي من مالي، مما فتح مجالا أكبر للصين وروسيا اللتين تسعيان لترسيخ وجودهما هناك على أساس طويل الأجل بحسب آغ إسماعيل.
ويعدد آغ إسماعيل الطموحات الصينية:
• الدعوة لدعم الحكومة المالية، ستزيد الفجوة الموجودة بين باماكو والعواصم الغربية، ولعل هذا ما تسعى إليه الصين لفرض شروطها على باماكو.
• النفوذ الصيني ليس اقتصاديا وحسب، ولكن تطور إلى المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والأمنية.
• الانخراط الصيني في مالي شهد تحولا ملحوظا فيما يخص الوجود المسلح، من إدانة بكين لعملية سيرفال العسكرية الفرنسية هناك، إلى مشاركتها بقوات في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي "مينوسما" عام 2013.
نفوذ الصين في مالي
خلال عقود نجحت الصين في بناء شراكة كبيرة مع مالي، جعلتها تتمتع بميزة كبيرة على الشركاء الأجانب الآخرين؛ لاهتمامها بالانخراط في مشاريع التنمية.
• تشمل هذه المشاريع، الجامعات، مركز للتدريب المهني، جسر يعبر نهر النيجر، ملاعب كرة قدم، تجديد المتحف الوطني، طريق باماكو السريع، مركز المؤتمرات، إعادة تأهيل خطوط سكة حديد، وفقا لمعهد الدراسات الأمنية "ISS".
• في يونيو 2014 وقعت مالي 34 اتفاقية مع الصين تبلغ 11 مليار دولار، معظمها لتمويل مشروعين للسكك الحديدية يربطان الدولة الحبيسة بالساحل.
• قدمت مالي تفاصيل قليلة عن شروط الاتفاقيات، لكنها قالت إنها تتضمن قروضا.
التعدين والوجود المسلح
بجانب هذه الاستثمارات، تنافس الصين في استغلال مناجم مالي الثمينة، كما تختبر وجودها العسكري هناك، ومن أمثلة ذلك:
• أبرم عملاق الليثيوم الصيني "Jiangxi Ganfeng" اتفاقية مع شركة "Firefinch" الأسترالية لاستغلال منجم الليثيوم "Goulamina" بوسط مالي، ستستثمر الشركة الصينية في هذا المشروع بنسبة 50/50.
• في يناير الجاري أبرمت شركة "هاينان" الصينية صفقة جعلتها تهيمن على الاستثمار في منجم الليثيوم.
• عسكريا، سلمت الصين ما قيمته 5 ملايين يورو من المعدات اللوجستية للجيش المالي بين عامي 2012 و 2013.
• مشاركة الصين في قوة حفظ السلام، يُنظر إليه على أنه خطوة من "دبلوماسية الموارد"، إلى الانخراط أكثر في إفريقيا، وكيفية تدخلها في حالات الحرب الأهلية.