تمر حرب أوكرانيا بأضيق حلقاتها منذ اندلاعها قبل 11 شهرا، وسط تعهد دول بحلف شمال الأطلسي "ناتو" بتقديم أسلحة ثقيلة لكييف، فيما تصعد روسيا بالرد في الميدان عبر تدمير البنية التحتية الأوكرانية.
واختلف اثنان من الخبراء، أحدهما يتبع الجانب الروسي والآخر جانب حلف الناتو في حديثهما لموقع "سكاي نيوز عربية" بشأن ما إن كان هذا التصعيد قد يختم الحرب بانفجارات نووية، وإن اتفقا على توقع حدوث أمر غير عادي هذا العام.
تعهدات الناتو
- الجمعة، تعهد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن بأن شركاء أوكرانيا "ملتزمون بدعمها حتى تلبي احتياجاتها وتدافع عن نفسها"، وذلك خلال اجتماع أكثر من 50 دولة ومنظمة داعمة لأوكرانيا في قاعدة "رامشتاين" العسكرية الأميركية فى ألمانيا.
- المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية، هالة غريط، قالت لـ"سكاي نيوز عربية" في وقت سابق، إنَّ واشنطن تلتزم بتقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية والدبلوماسية لأوكرانيا، بجانب الدعم العسكري.
- الخميس، أعلنت واشنطن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 2.5 مليار دولار، تشمل مركبات مدرعة.
- مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، صرح الجمعة بأن الدول الأوروبية مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة، وأنه "علينا أن نمنح أوكرانيا الأسلحة اللازمة ليس فقط لصد الهجمات كما يفعلون حاليا، وإنما لاستعادة أراض أيضا".
الرد الروسي
ردت موسكو سريعا بتعبيرات حادة:
- المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا صرحت بأن "حزب الحرب المسعور" في كييف هو من يحدد النغمة، بعد أن فقد إحساسه بالواقع"، مضيفة أن في مثل هذه الظروف، تصبح المفاوضات مع أوكرانيا غير واردة.
- المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف قال إن: "العلاقات الثنائية في أدنى مستوياتها تاريخيًا للأسف".
- السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، توقع أن "سياسة الإدارة الأميركية لضمان الهزيمة الاستراتيجية لروسيا في أوكرانيا ستقود العالم نحو كارثة".
هل اقترب الصدام المباشر؟
بتعبير الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، فإن واشنطن هي المستفيد الأول من الحرب الدائرة عبر إجبار شركائها في "الناتو" على تمويل نهضة الصناعة العسكرية الأميركية التي لم تر هذا الكم من الأموال حتى خلال الحرب الباردة.
ويُضيف فيكتوروفيتش أن التصعيد ينذر بحرب ضروس الربيع القادم، وينذر أيضًا بانفجار اقتصادي غير محمود العواقب.
غير أنه استبعد اندلاع حرب نووية لعدة أسباب:
- كونها ستكون حربًا شاملة ولا رابح منها.
- واشنطن مستفيدة من الشكل الحالي للحرب، فمن جهة تستنزف روسيا ومن جهة أخرى تختبر أسلحتها دون صدام مباشر مع موسكو.
- هناك نجاحات دبلوماسية بين الحين والآخر بين الجانبين، تشمل تبادل أسرى مثل جندي مشاة أميركي سابق ونجمة كرة السلة بريتني جرينر.
الخط المحظور
المعسكر الآخر يرى أن موسكو ستجبر الجميع على الدخول في حرب عالمية ثالثة، وبحسب السياسي والإعلامي البولندي كاميل جيل كاتي، فإن الوضع الآن يشهد مزيدًا من الاستفزازات، ضاربا أمثلة:
- تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستمر باستخدام النووي إذا اقتضت الضرورة ذلك.
- إلغاء محادثات كانت مقررة بين البلدين نوفمبر الماضي بشأن استئناف عمليات التفتيش بموجب معاهدة ستارت الجديدة للحد من الأسلحة النووية.
- زيادة قوام القوات المسلحة الروسية إلى 1.5 مليون جندي.
- استهداف أوكرانيا لمحيط القرم وأقاليم ضمتها موسكو في حربها الأخيرة.
ويتوقع جيل كاتي أن تلجأ روسيا لضربة نووية محدودة العام الجاري إذا استمر التقدم والصمود الأوكراني في جبهات القتال، بخلاف الانتقادات التي يتعرض لها الكرملين في الداخل نتيجة طول مدة الحرب.