خطوة جديدة تثير المخاوف الغربية من دور أكبر للحليف البيلاروسي إلى ساحة الحرب بشكل أكبر في مساندة روسيا، لا سيما بعدما بدأت تدريبات عسكرية مشتركة موسعة بين موسكو ومينسك، تستمر حتى الأول من فبراير المقبل.
ما يزيد المخاوف الأوروبية من تلك التدريبات الشاملة المشتركة بين البلدين أن جميع المطارات وأماكن التدريب التابعة للقوات الجوية البيلاروسية وقوات الدفاع الجوي ستشارك في هذه المناورات، بحسب بيان وزارة الدفاع البيلاروسية، كما أبلغت قنوات المراقبة العسكرية غير الرسمية على موقع "تليغرام" عن سلسلة من المقاتلات والمروحيات وطائرات النقل العسكرية القادمة إلى بيلاروسيا منذ بداية العام، والتي بلغت ثماني مقاتلات وأربع طائرات شحن.
وبحسب خبراء وعسكريين تُعد تلك المناورة رسالة صريحة لما تحمله الأيام والأسابيع القادمة من خلاله جبهة مينسك والشمال الأوكراني، فهل اقترب موعد توسيع أطراف النزاع؟
قرار قبل المناورة
أعلنت بيلاروسيا الأسبوع الماضي أن قواتها مستعدة لأية أعمال استفزازية على الحدود من جانب أوكرانيا، فيما حذر الرئيس فولوديمير زيلينسكي باستمرار من احتمال وقوع هجمات من بيلاروسيا ضد كييف.
وسياسيا أعلن مجلس الأمن البيلاروسي، مطلع الأسبوع الجاري وقبل ساعات من المناورة أن البلاد جاهزة لأي أعمال استفزازية من جانب أوكرانيا، وهنا يقول فوروجتسوف ستاريكوف الباحث الروسي في مؤسسة "فولسك" العسكرية، إن العلاقات الروسية مع بيلاروسيا ليست قوية تلك الفترة فقط، بل متشعبة وهناك اتفاقيات أمنية وعسكرية قبل بدء عملية موسكو في أوكرانيا.
وأضاف فوروجتسوف ستاريكوف الباحث الروسي في مؤسسة "فولسك" العسكرية، أن الغرب هو ما يسعى إلى دخول مينسك إلى القتال في أوكرانيا وليست روسيا كما يتم الترويج من جانب واشنطن لعدة أسباب.
- كييف مستمرة في الاستفزازات الحدودية لبيلاروسيا من خلال حوادث إطلاق النار المستمرة وإرسال فرق تخريبية
- الرئيس الأوكراني دأب خلال الشهور الماضية في استفزاز بيلاروسيا بالتصريحات والإشاعات لجرها إلى القتال
- ارتكبت كييف خطا فادح باستهداف الأراضي البيلاروسيا بصواريخ طائشة الأسابيع الماضية بعد زيارة الرئيس بوتين لمينسك
وأوضح فوروجتسوف ستاريكوف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه حال دخول مينسك للقتال في أوكرانيا يسكون للدفاع عن النفس من التغول الأوكراني والاستقواء بالغرب من أجل عسكرة المنطقة ووجود مينسك في دائرة الاستهدافات الأوكرانية.
وأكد الباحث الروسي في مؤسسة "فولسك" العسكرية، أن قوات الأمن والدفاع البيلاروسية سترد على التهديدات العسكرية المباشرة لأراضيها وسيادتها ليست هنا فقط، بل إن روسيا ستتبع إجراءات مماثلة؛ وتشمل المناورة الجوية الضخمة بين الجانبين والتي تستمر لمدة أسابيع عدة مراحل:
- إجراء الاستطلاع الجوي وإنزال القوات التكتيكية المحمولة جوًا
- تسيير دوريات مشتركة في المجال الجوي على طول حدود البلاد
- تقديم الدعم الجوي لتجمعات القوات، إنزال القوات التكتيكية المحمولة جوًا
- تسليم البضائع وإجلاء الجرحى
الوضع الميداني مؤهل
بعض المحللين ترجموا الإعلان عن تفاصيل تلك المناورات المشتركة بين موسكو ومينسك على أنها إعلان مبطن لقرب استخدام أراضي بيلاروسيا في تنفيذ هجوم بري جديد وحاسم ضد أوكرانيا، تلك الزاوية رجحها نعومكن بورفات المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية.
وأوضح بورفات، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه دخول بيلاروسيا للحرب مع روسيا ضد أوكرانيا مسألة وقت وليس أكثر، والدليل التحركات الأخيرة من موسكو تجاه مينسك خلال الأشهر القليلة الماضية.
- شهدت حدود بيلاروسيا منذ مطلع ديسمبر نشاطا ملحوظا وتدفقا للأسلحة والفرق الروسية.
- إعلان بيلاروسيا جاهزية صواريخ "إسكندر" مطلع الشهر الجاري
- الدفع على الحدود بنحو 9 آلاف جندي روسي بخلاف منصات الصواريخ
- الاجتماع مرتين في أقل من 10 أيام بين الرئيس الروسي ونظيره البيلاروسي
وأجرت بيلاروسيا العديد من التدريبات العسكرية منذ بدء العملية الروسية في أوكرانيا سواء بمفردها أو بشكل مشترك مع روسيا، كما عززت مينسك المناورات بالأسلحة والعتاد العسكري بالتعاون مع موسكو.