تكررت المواجهات الحربية الروسية البريطانية، خلال الأشهر الأخيرة، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، لكن غالبيتها كانت تقع في النصف الشمالي في الكرة الأرضية، أما المواجهة الجديدة التي كشف النقاب عنها، الجمعة، وقعت في قلب الشرق الأوسط، وتحديدا في المياه الدولية قبالة سواحل مصر.
ووثقت الكاميرات لحظات دراماتيكية حلق فيها سرب من مقاتلات روسية بالقرب من حاملة الطائرات البريطانية "كوين إليزابيث"، التي كانت في المياه الدولية أمام سواحل مصر في طريقها إلى قناة السويس.
وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الجمعة، أن الحادثة وقت في يونيو 2021، أثناء تصوير فيلم وثائقي على متن حاملة الطائرات البريطانية.
وكان الفيلم الوثائقي الذي أعدته "بي بي سي" بعنوان "رحلة المهمة" يروي قصة إبحار حاملة الطائرات "كوين إليزابيث" لمدة سبعة أشهر نحو الشرق الأقصى.
وقالت الصحيفة إن سربا من مقاتلات حربية روسية مكون من 3 مقاتلات، اثنتان منها على الأقل من طراز "سوخوي-24" رُصدت في لقطات الفيديو، حيث كانت تتجه صوب القطعة البحرية التي بلغت تكلفة صناعتها نحو 4 مليارات دولار.
وذكرت الصحيفة أن طريقة اندفاع المقاتلات الحربية الروسية، اللاتي أقلعت من قاعدة في سوريا، تظهر أنها كانت على وشك إحداث "كارثة دبلوماسية".
وفي ظل هذه الأجواء التي اقتربت فيها المقاتلات الحربية الروسية إلى مسافة قريبة (كيلومترات معدودة)، بدا أن طاقم السفينة الحربية البريطانية الذي يبلغ 1500بحار أخذ وضع الاستعداد للمواجهة الوشيكة.
ووضعت مقاتلات "إف-35" على متن الحاملة في وضع جاهز للإقلاع.
"ابتعدوا فورا وإلا"
وقال ضابط في البحرية البريطانية كان على متن الحاملة: "لدي 3 مقاتلات حربية روسية على بعد 9 كيلومترات".
وأضاف: "بصريا يبدو أن المقاتلات الروسية تقترب نحونا".
وأجرى ضابط في البحرية البريطانية اتصالا مع الطيارين الروس عبر اللاسلكي قال فيه: "ابتعدوا فورا وإلا سأتخذ إجراءً ضدكم".
ولم يرد الطيارون الروس على التحذير، وبعد فترة وجيزة ابتعدوا عن حاملة الطائرات البريطانية.
وبحسب مسؤول في وزارة الدفاع البريطانية، فهذه واحدة من المواجهات التي كانت "كوين إليزابيث" طرفا فيها مع القوات الروسية في مناطق شتى من العالم.
ويبدو أن الطائرات الروسية كانت تحاول منع حاملة الطائرات البريطانية من إطلاق المقاتلات اللاتي كن على متنها، فمثلا كانت مقاتلات "إف-35" الموجودة على متن الحاملة قد شاركت في مهام هجومية ضد تنظيم داعش الإرهابي في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول بريطاني للصحيفة إنه لم يجر أي "تبادل عدائي" بين الطرفين، ومع ذلك أكد أنه بلاده لن تسمح بأن تحلق أي طائرة لدولة أخرى فوق حاملة الطائرات دون الدفاع عنها.
وأكد المتحدث باسم البحرية البريطانية وقوع الحادثة، مؤكدا اتخاذ إجراءات قوية من أجل الدفاع عن الحاملة، بما في ذلك وضع غواصة حربية في وضع استعداد.