"سوليدار" أصبحت في قبضتنا بتلك الكلمات أسدلت روسيا الستار عن المدينة الواقعة شمال شرقي أوكرانيا، والتي تشنّ عليها موسكو هجوماً وصف بأنه الأشرس، منذ بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
الوحدات الروسية المحمولة جوا قد أغلقت بالفعل خلال الساعات الماضية مداخل مدينة سوليدار من الشمال والجنوب، من جانبه أعلن مؤسس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوزين أن مدينة سوليدار قد تحررت بالكامل، ووفقا للقائم بأعمال حاكم جمهورية دونيتسك دينيس بوشيلين فقد تضاعفت الآن فرص تحرير باخموت.
نقطة انطلاق
أرغمت الانتصارات العسكرية الروسية الأخيرة في سوليدار، بمشاركة "قوات جمهورية دونيتسك"، ومجموعات "فاغنر"، بإخراج القوات الأوكرانية وتغيير مواقعها على عجل والانتقال إلى الضواحي الغربية والجنوبية الغربية للمدينة، خاصةً وحدات الهجوم الجبلي 128، و46 لواء المشاة الجوي 46 و61 من قوات أوكرانيا.
يرى الباحث المتخصص في الشأن الدولي، أحمد العناني، أن الانتصارات التي حققها الجيش الروسي ضد نظيره الأوكراني والميليشيات في سوليدار على مدار الساعات الأخيرة، تعد الانتصار الأهم للجانب الروسي.
- الانتصار مكسب جيواستراتيجي لروسيا من زجل رفع عزيمة جنودها بعد ضربات كبيرة تعرضت لها.
- بدء روسيا في توظيف قوات فاغنر بشكل صحيح وسليم في المنطقة الشرقية.
- الانتصار يعطي دفعة قوية لقوات روسيا لإحراز مزيد من التقدم في الجبهات والمدن الأخرى.
- سوليدار على بعد 10 كيلومترًا من باخموت، فهي تقع في وسط خط دفاع سيفيرسك.
وستسمح السيطرة على باخموت بالتحرك نحو المدن الكبيرة التي ما زالت تسيطر عليها كييف في دونباس، مثل سلافيانسك وكراماتورسك.
روسيا ترد على الغرب
"رد عملي من موسكو ميدانيا" هكذا وصف الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، سيطرة قوات بلاده على مدينة سوليدار، متوقعا سقوط العديد من المدن خلال الأيام الماضية في الطريق إلى حوض دونباس الصناعي.
وأوضح الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك تحركات روسية الآن عسكرية في تلك المنطقة تهدف إلى وضع قواتها المدفعية في مواقع جديدة، وزيادة الضغط على خطوط الإمداد الأوكرانية المؤدية إلى مدينة باخموت.
وسرد شاتيلوف مينيكايف، عدة نقاط تستفيد منها روسيا بإسقاط سوليدار، بخلاف عدة تحركات حاليا:
- وضع أوكرانيا في مأزق وذلك لأن التلال المرتفعة في سوليدار تكشف كل خطوط الإمداد لكييف وكذلك الاتصال.
- تقوم القوات الروسية بعمليات هجومية في مناطق باخموت وافديف وليمان.
- إسقاط سوليدار سيضمن لروسيا التفوق العسكري في نقطة محورية دموية والسيطرة على مناجم الملح.
- أصبح تطويق باخموت من الشمال أسهل بكثير، وبالتالي تعطيل خطوط الإمداد الأوكراني.
- استهداف 74 وحدة مدفعية تابعة للجيش الأوكراني وأفراد ومعدات عسكرية في 113 منطقة.
- السيطرة على بلدة "بودغورودنوي" بين سوليدار وباخموت.
في وقت سابق، أفاد قائد القوات الخاصة "أخمات"، أبتي ألاودينوف أن القوات الروسية بدأت في تمشيط سوليدار؛ وذكر الخبير العسكري السياسي يان جاجين، من جمهورية دونيتسك الشعبية، لوسائل إعلام روسية أن ما يصل إلى 500 جندي أوكراني يمكن أن يبقوا في سوليدار بعد سقوطها تحت سيطرة القوات الروسية.
وعلى الجانب الرسمي قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الخميس، إن الجيش الروسي بذل "جهودا هائلة" لاستعادة السيطرة على مدينة سوليدار شرقي أوكرانيا، لكن "لا يزال العمل الرئيسي أمامنا".
وأضاف بيسكوف أن روسيا ستواصل جهودها في أوكرانيا، مشيدا بمن فقدوا في المعارك، وتابع بالقول إن هذا ليس هو وقت التوقف لأن "العمل الرئيسي لا يزال أمامنا"، ونجحت قواتنا قطع الطرق الشمالية والجنوبية المؤدية إلى سوليدار.
في المعسكر الآخر ذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية "تتكبد خسائر فادحة" في سوليدار، وزن الوضع صعب للغاية ولا يزال القتال مستمر.