كان الأربعاء يوما أسود على قطاع الطيران في الولايات المتحدة، وفاقم الأزمة التي يعاني منها هذا القطاع منذ الأزمة التي حلت به قبل أسابيع.
وأمرت السلطات الأميركية بوقف آلاف الرحلات الجوية في البلاد، الأربعاء، إثر عطل أصاب نظام (NOTAM)، الذي يعمل على تحذير الطيارين من المخاطر المحتملة طوال مسار الرحلة.
واستغرق الأمر عدة ساعات حتى بدأت الحركة بالعودة التدريجية إلى المطارات الأميركية.
2.5 مليون مسافر
وبالطبع كان للأمر ثمن باهظ فرقم الرحلات التي تأجلت وألغيت كان بالمئات (تحديدا عن الرقم 700 رحلة)، ثم ارتفع العدد إلى ألف، وظلت البيانات تتغير وترتفع إلى أن وصلت الطائرات المتأثرة إلى 21400، بحسب بيانات شركة "Cirium" للتحليل الجوي.
وهذه الطائرات كانت ستقل على الأقل 2.5 مليون مسافر في الولايات المتحدة عبر رحلات داخلية أو منها أو إليها.
ولا توجد حتى الآن تقديرات نهائية للخسائر التي منيت بها الولايات المتحدة، لكن مسؤولا أميركيا كبيرا قدرها بالملايين.
"خطأ غير مقصود"
وقال مسؤول في إدارة الطيران الفيدرالية، مطلع على المراجعة الداخلية لما حدث، إن مهندسا في الهيئة استبدل ملفا بآخر (خاصا بالنظام) من دون أن يدرك الخطأ.
وأضاف أن ما جرى "خطأ غير مقصود أدى إلى خسارة البلاد الملايين" من الدولارات، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأميركية.
و"الأربعاء الأسود" لم يكن سوى أسوأ المحطات في مسيرة طويلة من التعثرات التي طالت قطاع الطيران الأميركي، إذ ألغيت عشرات آلاف الرحلات الجوية، هذا الشتاء.
وأدى هذا الأمر فرض مزيد من التأخيرات في جدول الرحلات، وفي النهاية حدثت فوضى هي الأسوأ في حركة الطيران منذ نحو عقد.
وعلى سبيل المثال، خلال العاصفة التي ضربت عدة ولايات في أعياد الميلاد، تركت شركة Southwest Airlines المنخفضة التكاليف بعض المسافرين وقد تقطعت بهم السبل لعدة أيام.
وبسبب تلك الأزمة، انهارت عمليات التشغيل هذه الشركة بصورة تامة، وأدى هذا الأمر إلى خسائر قدرت بنحو 825 مليون دولار، نتيجة إلغاء 17 ألف رحلة
وربما يعطي هذا الأمر مؤشرا عن الخسارة المتوقعة في "الأربعاء الأسود"، إذ لن يقل عن مئات الملايين.
وبحسب موقع "FlightAware"، فقد شهدت الفترة بين 20 ديسمبر و4 يناير إلغاء أو تأجيل 32 ألف رحلة جوية وهو الرقم الأعلى منذ عقد، وفاق الرقم القياسي السابق بنحو 50 في المئة.
وتشير التقارير التي تنشرها وسائل الإعلام الأميركية عادة إلى أن الآلاف الرحلات التي تتعطل بسبب الكوارث الطبيعية تتسبب بخسائر بمئات الملايين.
وعلى سبيل المثال، خسرت شركات الطيران 200 مليون دولار في 2015 من جراء إلغاء 6 آلاف رحلة جوية، إثر عاصفة ضربت ولايات منها نيويورك.
تكلفة إلغاء الرحلات أو تأجيلها
تعتمد عملية حساب الخسارة في رحلات الطيران على العوامل التالية:
- أولا: أجور العاملين في الطائرة والمطار، واستدعاء بعض الطيارين أو المضيفين للعمل الإضافي يحتاج مبلغا آخر من المال هو خسارة.
- ثانيا: تعويض المسافرين عن التأخير والإلغاء، أو على الأقل إعادة ترتيب رحلات أخرى لهم.
- ثالثا: أحيانا يبدأ الطاقم مناوبته دون أن تكون لديه طائرة، لأن الأخيرة علقت في مطار آخر.
- رابعا: أثمان الوقود الإضافي، لأن بعض الرحلات تضطر لإلغاء الرحلات والهبوط الاضطراري في مطارات غير وجهتها الأصلية.
- خامسا: خسارة بعيدة المدى تتمثل في أن بعض المسافرين سيعرضون عن السفر مع شركة الطيران بسبب ما حدث.