يوما تلو الأخر تتصاعد الأمور داخل أوكرانيا بعد أن جاء الدعم العسكري الغربي عكس رهانات موسكو التي اعتبرت أن الغرب بعد مرور 10 أشهر على الحرب وتداعياتها الاقتصادية والسياسية خاصة على أوروبا، بات غير قادر على تمويل كييف بالأسلحة.
في أحدث أنواع الدعم، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)إن وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة أركان القوات المشتركة الجنرال مارك ميلي سيعرضان خططا جديدة لتزويد كييف بمقاتلات حربية ودبابات بريطانية وأميركية، خلال ترأسهما الأسبوع المقبل اجتماعات "مجموعة الدعم الدولي الدفاعي لأوكرانيا" في قاعدة "رامشتاين" التابعة لقوات الناتو في ألمانيا.
وبحسب خبراء تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية"، يبدو أن الأمور متجهة إلى مزيد من التصعيد الميداني، في وقت تراجعت فيه المبادرة السياسية، في ظل دعم غربي جديد إلى كييف يوحي بانتقال استراتيجية أوكرانيا من الدفاع إلى الهجوم بفعل هذا الدعم الذي وصل إلى أكثر من 3 مليارات دولار ودخول دول كألمانيا وفرنسا بقوة على خط الدعم العسكري.
تغير التكتيك
يرى الباحث في الشؤون الروسية الأوروبية، باسل الحاج جاسم، أن ما حققته أوكرانيا على عدة جبهات سواءً في محيط كييف بداية العمليات العسكرية، ولاحقًا شرق خاركيف ثم خيرسون من نجاحات ولو محدودة مقابل تراجع للقوات الروسية، شجع الغرب على زيادة الدعم العسكري للقوات الاوكرانية التي استفادت من التدريب والدعم الغربي.
وقال باسل جاسم في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية: "الانتقال من الدفاع إلى الهجوم سببه أن القوات الاوكرانية تحقق نجاحات، صحيح أنها محدودة الا أنه سابقًا لم يكن أحد يتوقع أن تصمد لأيام أمام القوات الروسية، أيضًا هناك رغبة لدى الغرب بتعزيز موقف كييف في الميدان استعدادًا لأي طاولة مفاوضات قادمة"، وخلال الأيام القليلة الماضية:
- دعت بولندا لتشكيل تحالف لتزويد أوكرانيا بدبابات قتالية حديثة.بريطانيا تدرس تزويد أوكرانيا بالدبابات لأول مرة، «تشالنجر 2 .
- تقديم عربات قتالية أميركية من طراز «برادلي» ومدرعات ألمانية من طراز «ماردر».
- زودت فرنسا كييف بمركبات استطلاع تم وصفها بأنها "دبابات خفيفة" من طراز AMX-10 RC.
- زيادة وتيرة التدريب الغربية للقوات الأوكرانية بخلاف تقديم المعلومات اللوجستية لكييف.
تزامنت تلك التحركات مع تصريحات للقائد الأعلى لحلف شمال الاطلسي الجنرال تود وولترز واشنطن، أكد فيها أنه "يشجع دول الحلف على تزويد سلاح الجوّ الأوكراني بمقاتلات حربية" لمواجهة المرحلة المقبلة من الحرب مع روسيا.
مرحلة التنفيذ
اعتمدت أوكرانيا في بداية المعارك، بشكل أساسي على الطائرات بدون طيار والأسلحة المضادة للدبابات قبل أن تتجه إلى المدفعية الثقيلة فيما بعد والتي تلقتها من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وحلفاء آخرين.
في تلك الزاوية يقول ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، إن الغرب حتى الآن لن تصل إليه الرسالة الروسية وهي عدم الدخول في مواجهة مباشرة حتى لا تتصاعد الأمور، مؤكدًا أن جميع خطوات الغرب وواشنطن تصب تجاه التصعيد فالأسلحة التي تتلقها كييف الآن أسلحة تنقلها من مربع الدفاع إلى مربع الهجوم.
وأوضح ألكسندر أرتاماتوف في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الغرب سخر دعمه العسكري خلال الأسابيع الماضية وبالأخص منذ أكتوبر الماضي في تجاه المدرعات الهجومية أو ما يوصف عسكريا "بأسلحة التحرير.
* دبابات AMX 10-RC وهي ألمانية تم الدفع بها خلال الأسابيع الماضية بالأخص في جبهة دونباس.
* أرسلت بريطانيا ما لا يقل عن 120 عربة مدرعة «ماستيف»، والتي تستخدم كدوريات وتم الدفع بها في محيط خيرسون.
* مدافع "هاوتزر" الأميركية التي تستخدمها كييف لتوفير غطاء نيران لقواتها ومدرعاتها على الأرض.
وأكد أرتاماتوف أن الدعم زادت وتيرته الأيام الماضية وشمل قذائف مدفعية، وذخيرة لتدمير التحصينات، وأطنانا من المتفجرات البلاستيكية، وتابع قائلًا: "تلك الأسلحة سوف تعطل الحسم ولكنها لن تساعد كييف على النصر".