أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، محادثات في المتحف الروسي في سان بطرسبورغ، في لقاء يُعد الثاني بين الحليفين في أقل من أسبوع، وسط تحذيرات غربية من هجوم وشيك من الجهة الشرقية على أوكرانيا.
بحسب خبراء تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية"، انقسمت الآراء حول خطوة بوتين القادمة بعد الاجتماع الثاني مع لوكاشينكو؛ حيث يرى الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية، سولونوف بلافريف، أن الهدف من تلك الاجتماعات اقتصادي أكثر مما هو عسكري.
وأوضح بلافريف، في معرض تصريحاته، أن حجم التجارة بين الجانبين قد زاد العام الماضي بنسبة 30 في المئة، إلى جانب طرح الكثير من التعاون والمشاريع بعد انسحاب الشركات الأوروبية، حيث أصبحت السوق الروسية ذات قابلية لاستيعاب شركات أكبر.
وأشار الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية، إلى الزيارة الأخيرة لبوتن قبل أيام إلى بيلاروسيا، والتي وصف فيها التعاون الاقتصادي بالتكامل.
كما وصل التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 31 مليار دولار، وسط توقعات بأن يصل إلى 40 مليارا نهاية العام.
هجوم وشيك
على الجانب الآخر، أعربت أوروبا عن قلقها من نتائج الزيارة الأخيرة لوبتن منذ أسبوع إلى بيلاروسيا، وقال المتحدث باسم الحكومة الفيدرالية الألمانية، شتيفن هيبيستريت، إن برلين قلقة بشأن زيارة بوتين إلى مينسك، لأن ذلك قد يغير دور بيلاروسيا في الحرب بأوكرانيا.
وهنا يقول نعومكن بورفات، المتخصص بالسياسة الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إن الاجتماع الثاني في أقل من 10 أيام بين بوتين ولوكاشينكو يثبت وجود تحرك عسكري قريبا جدا أو خلال الساعات القادمة لعدة أسباب.
- منذ مطلع ديسمبر، شهدت حدود بيلاروسيا نشاطا ملحوظا وتدفقا للأسلحة والفرق الروسية.
- المخابرات الأوكرانية والغربية تنبأت بهجوم وشيك أقصاه خلال الأشهر الأولى من 2023.
- صفقات الأسلحة التي تلقتها من روسيا والوحدات العسكرية الموجودة على الحدود.
- إعلان بيلاروسيا جاهزية صواريخ "إسكندر" أمس على الحدود.
- مراقبة الحدود الشمالية لأوكرانيا واستهدافها من خلال عناصر وحدات بيلاروسيا.
- الدفع على الحدود بنحو 9 آلاف جندي روسي بخلاف منصات الصواريخ.
وأكد بورفات، أنه ليس مستبعد شن الهجوم فمنذ بداية الحرب ضد أوكرانيا استخدمت أراضي الجارة بيلاروسيا للانطلاق والتوغل، ومنها أطلقت الصواريخ وشنت الكثير من الغارات الجوية على أهداف في مختلف المناطق الوسطى، رغم نفي مينسك الاشتراك أو المساهمة في تلك العملية.
التحضير لهجوم وشيك بحسب الرواية الأوكرانية يأتي في ظل إعلان بوتن رغبته في التفاوض لحل الأزمة الحالية ولكن بنتائج مقبولة.
التفاوض ممكن؟
تباينت الردود الروسية والأوكرانية بشأن العودة إلى طاولة المفاوضات للبحث عن وسيلة لإنهاء الصراع الدائر منذ فبراير الماضي.
يقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية بلافريف، إنه من الصعب في الوقت الحالي التوصل لأي تفاوض أو المكوث على أرضية مشتركة، لأن وجهات النظر ما تزال متباعدة للغاية بين موسكو وكييف.
وأوضح أن جميع المفاوضات السابقة والمحاولات باءت بالفشل؛ باستثناء اتفاق الحبوب الذي وقع في اسطنبول بمشاركة أممية، في حين لم يحدث أي تقارب سياسي.
• الوضع الميداني هو الذي يجبر الأطراف الحالية على الجلوس للمفاوضات، فعامل الوقت تتحكم فيه المعارك وليست الدبلوماسية.
• الدعم الغربي المستمر والأميركي السخي لكييف يزيد من تعقيد الموقف، فروسيا ترى أن ذلك تحد صريح ومحاولة لكسرها.
• أوكرانيا تستغل أزمتها في تخويف الغرب والتسويق بأن العملية الروسية بداية لاحتلال أوروبا من جانب روسيا.