قال نشطاء أكراد تحدثوا لـ"سكاي نيوز عربية" من قلب التظاهرات الغاضبة في فرنسا، إثر استهداف مركز ثقافي كردي، أمس الجمعة بالعاصمة باريس، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، إنهم مستمرون في الاحتجاج لحين تحقيق العدالة للضحايا والكشف بشفافية عن نتائج التحقيقات من جانب الحكومة الفرنسية.
ولليوم الثاني، واصل محتجون أكراد تظاهرات غاضبة في عدد من المدن الفرنسية، فيما شهدت الاحتجاجات اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن للمرة الأولى.
الكاتب والمحلل السياسي الكردي جوان سوز، عضو نقابة الصحافيين الفرنسية المعروفة اختصارا بـ"SNJ"، قال في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" خلال مشاركته بتظاهرة نظمتها الجالية الكردية في مدينة مارسيليا الفرنسية، إن العملية التي استهدفت أمس الجمعة مركزاً للثقافة الكردية في العاصمة باريس تعيد إلى الأذهان عملية إرهابية مشابهة حصلت عام 2013 وأسفرت عن مقتل ثلاث ناشطات كرديات أيضا داخل مركزٍ ثقافي كردي في باريس.
وبحسب سوز، فمنذ تلك العملية وحتى الآن لم تكشف السلطات الفرنسية عن الجهة التي وقفت خلفها، وهذا ما يزيد من غضب المحتجين الأكراد اليوم سواء في باريس أو مارسيليا وكذلك بقية المدن الفرنسية التي تشهد احتجاجات غاضبة لاسيما وأنهم يطالبون القضاء الفرنسي بتحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي المقيم في فرنسا، إن أبناء الجالية الكردية والأحزاب اليسارية المتضامنة معها يطالبون اليوم بالعدالة للضحايا، سواء لضحايا الهجوم الذي وقع أمس أو الذي تمّ في عام 2013.
الجديد اليوم، وفق المحلل الكردي، "هو المواجهة الأمنية التي وقعت بين المحتجين الأكراد والقوات الأمنية في مناطق مختلفة من فرنسا، وهو أمر يحصل للمرة الأولى ويمكن ربطه بحالة الغضب الشعبي لدى أبناء الجالية الكردية خاصة أن ما جرى أمس هو ثاني هجوم يستهدف الأكراد دون الكشف عن الجهات المنفذة للهجوم الأول أو معاقبتها".
وبخصوص رد الفعل الفرنسي ومدى القدرة على احتواء غضب الجالية الكردية، أشار سوز إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قدّم تعازيه وأعرب عن تعاطفه مع أبناء الجالية الكردية، وكذلك فعل زعيم اليسار الفرنسي جان لوك ميلونشون، فيما تعهد وزير الداخلية بفرض المزيد من الحماية والتشديد الأمني لحماية المراكز السياسية والثقافية الكردية في فرنسا من هجمات مماثلة.
لكن رغم ذلك لا تعتبر الجالية الكردية أن الخطوات الفرنسية المعلنة من قبل حكومتها كافية خاصة أن عملية أمس هي الثانية بعد الاستهداف الأول الذي مرّ في 2013 دون محاسبة، والمطالب الآن مرتبطة بكشف المعلومات حول الجهة التي نفذت الهجومين.
ورأى سوز أن "هذه العملية الإرهابية التي حصلت في فرنسا تعيد إلى الأذهان أيضاً الهجمات المتكررة على مراكز ثقافية كردية وأرمنية على حد سواء، لكن مع تكرارها اليوم، على السلطات الفرنسية اتخاذ إجراءات سريعة لمنع وقوع المزيد منها مستقبلاً".
تحقيق العدالة للضحايا
الكاتب الصحافي الكردي خليل، قال لـ"سكاي نيوز عربية" خلال مشاركته في تظاهرات غاضبة بالعاصمة الفرنسية، إن "مطالب المحتجين تتلخص في تحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم العنصري الإرهابي".
وأضاف أن "المنفذ استهدف مكونا محددا من المهاجرين وهو الأكراد ما يعني أن العملية عنصرية بالمقام الأول".
وتابع: "يتوجب على الحكومة الإعلان بشفافية عن نتائج التحقيقات، ومعاقبة المجرم المنفذ، لتهدئة غضب الجالية الكردية".
وحول الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين يقول خليل: "هناك من يحاول تحويل المظاهرة السلمية لأعمال شغب بكل تأكيد وللأسف".