وسط تعالي أصوات القصف المتبادل في شرق أوكرانيا، خرجت كييف بمقترح لإنهاء الحرب الدائرة مع روسيا، من خلال الدعوة إلى اعتراف روسي بحدودها القديمة، في خطوة من المستبعد أن يقبل بها الكرملين.

ووفق محلل سياسي تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن هذا المقترح يبدو تعجيزيا أو رسالة غير مباشرة بعدم الرغبة في التفاوض، خاصة مع التأكد من الرفض الروسي له، مما يعني أن الحرب "لن تنتهي إلا بمنتصر ومهزوم".

التطورات الميدانية

رغم المقترح الأوكراني، حملت الأيام الماضية مؤشرات تصعيد من طرفي الصراع:

20 ديسمبر

  • إسقاط روسيا لـ 10 طائرات، وقتل نحو 180 جنديا أوكرانيا، شرق أوكرانيا.
  • زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لمدينة بخموت، شرق البلاد.
  • الإعلان عن زيارة زيلينسكي، لواشنطن، الأربعاء.
  • الإعلان عن اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع القادة العسكريين، الأربعاء.

19 ديسمبر

  • شن موسكو هجوم على البنية التحتية لكييف.
  • زيارة بوتين، لبيلاروسيا.
  • إسقاط أوكرانيا 30 طائرة مسيرة لموسكو.
  • طلب زيلينسكي، من بريطانيا، تزويده بمنظومات دفاع جوي.

أخبار ذات صلة

زيلينسكي في واشنطن.. نقطة تحول في الحرب أم مجرد زيارة؟
بوتين: الاستعداد النووي 91 بالمئة.. وحديث عن المسيرات

 

المقترح الأوكراني

  • في 17 ديسمبر، ذكر زيلينسكي، أن انسحاب القوات الروسية إلى حدود عام 1991 يعد السبيل الوحيد لإنهاء القتال.
  • وهذا الطرح ليس الأول منذ بدء الحرب.
  • أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أعلن الشهر الماضي أن السلام في أوكرانيا سيكون ممكنا فقط، إذا استعادت بلاده حدودها التي كانت قائمة عام 1991.
  • في 12 ديسمبر، دعا زيلينسكي إلى قمة سلام عالمية، أثناء الشتاء، لتنفيذ خطة سلام وضعتها كييف.
  • تتضمن الخطة سحب روسيا قواتها بالكامل من الأراضي الأوكرانية، وعدم تقديم أوكرانيا أي تنازلات.

الرد الروسي

  •  في اليوم نفسه، أوضح بوتن، أن التوصل لتسوية سلمية يتطلب وقتا طويلا، مع تأكيده أهمية اعتراف جميع أطراف التسوية بالحقائق على الأرض.
  •  وتوضيحا لمعنى "الحقائق على الأرض"، أكد الكرملين أن على أوكرانيا التنازل عن الأراضي التي أعلنت روسيا ضمها، سبتمبر الماضي، قبل المفاوضات.

حدود عام 1991

  • يشير الأوكرانيون بحدود 1991 إلى ما كانت عليه أوكرانيا فور استقلالها عن الاتحاد السوفييتي.
  • تبع هذا تنافس روسيا والمعسكر الغربي على كسب أوكرانيا إلى جانب كل طرف:
  • 2004، فاز فيكتور يانكوفيتش الموالي لروسيا بانتخابات الرئاسة، وتمت إعادتها بعد احتجاجات، ليفوز فيكتور يوشتشينكو الموالي للغرب.
  • 2005، قدم يوشتشينكو وعودا بالحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف ناتو.
  • 2010، فاز يانكوفيتش في الانتخابات لتتمكن روسيا من تأجير أحد موانئ البحر الأسود في شبه جزيرة القرم للأسطول الروسي.
  • 2013، علقت أوكرانيا الشراكة مع الاتحاد الأوروبي؛ مما أدى إلى اندلاع احتجاجات في كييف.
  • 2014، أدت الاحتجاجات لإقالة يانكوفيتش، وتدخلت روسيا بضم شبه جزيرة القرم لأراضيها.
  • 2017، تولى بيترو بوروشينكو الموالي للغرب رئاسة أوكرانيا، وعادت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
  • 2019، فاز زيلينسكي بالرئاسة.
  • 2021، طالب زيلينسكي الغرب بالانضمام للناتو، وهو ما اعتبرته موسكو تهديدا لحدودها بجلب قوات الناتو إليها. 
  • فبراير 2022، بدأ التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

3 رسائل

وفقا للخبير في العلاقات الدولية، عبدالمسيح الشامي، فإن مقترح زيلينسكي بشأن حدود 1991، يحمل عدة رسائل:

  • الرسالة الأولى: رفض أوكراني غير مباشر للمفاوضات مع روسيا، خاصة أن الأخيرة لها شروط لا تراجع فيها، تتعلق بالقرم والمناطق الأربع التي ضمتها.
  • الثانية: رسالة أميركية - بريطانية عبر زيلينسكي، للرد على تصريحات بوتين بشأن ضرورة اعتراف الغرب بضمه للمناطق الأربع.
  • الثالثة: استمرار التباين في موقف المعسكر الغربي؛ حيث تتمسك ألمانيا وفرنسا بوقف الحرب، بينما تتبنى بريطانيا والولايات المتحدة التصعيد.

نهاية عصر التفاهمات

يستشرف الشامي من هذه التطورات الاتجاه الذي تذهب إليه الحرب المتواصلة منذ 10 أشهر:

  • طول أمد الحرب لشهور وقد تصل سنوات.
  • لن تتوقف الحرب بالحوار، بل تنتهي حينما يصبح هناك منتصر ومنهزم.
  • انتهاء عصر التفاهمات بعد الحرب الأوكرانية.
  • التصعيد الأميركي السياسي والعسكري والاقتصادي ضد روسيا، كسر كل جسور الحلول الوسط.
  • انقسم العالم لجبهتين في حرب مال واقتصاد وطاقة وغذاء.
  • احتمال حدوث تماس عسكري بين ناتو وموسكو، في ظل استعداد الطرفين لحرب استنزاف.
  • تجنب طرفي الصراع تطور التصعيد لمواجهة نووية.