شهدت مالي تحركا جديدا من الحركات الأزوادية المسلحة لتنفيذ اتفاق الجزائر للمصالحة، الموقع بينها وبين الحكومة، وسط اتهامات للمجلس العسكري الحاكم بـ"التنصل" من الاتفاق، حيث يرى أن أولويته محاربة الإرهاب.
وفي حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، تحدثت مصادر تابعة لحركات أزوادية عن خطوات قادمة للتصعيد، قد تصل لإعلان "استقلال" الإقليم.
وكخطوة أولية، طالب رئيس تنسيقية الحركات الأزوادية العباس أق إنتالا، في رسالة إلى رئيس لجنة الوساطة الدولية بمالي وزير الخارجية والتعاون الدولي في الجزائر رمطان لعمامرة، بعقد اجتماع طارئ في مكان محايد بين التنسيقية والوساطة الدولية بشأن مستقبل اتفاقية الجزائر.
اتفاق الجزائر
• خاضت حركات في إقليم أزواد شمالي مالي صراعا مسلحا ضد الحكومة لسنوات، مطالبة بصلاحيات تقربها من الاستقلال بحكم الإقليم الذي تسكنه قبائل الطوارق والعرب، بينما تصر الحكومة على وحدة البلاد.
• انتهت المعارك بتوقيع اتفاق السلام والمصالحة بوساطة جزائرية عام 2015.
• نص الاتفاق على إعادة بناء الوحدة الوطنية لمالي على قواعد تحترم وحدة أراضيها، وتأخذ في الاعتبار تنوعها الإثني، واستعادة السلام من خلال اللامركزية أو الإقليمية، وإعادة تشكيل جيش وطني من أعضاء الجماعات المسلحة السابقة الموقعة، وتعزيز الاقتصاد (خاصة في الشمال)، على أساس الحوار والعدالة والمصالحة الوطنية.
وفي مطلع أغسطس الماضي، اتفقت الحكومة وحركات أزوادية على تفعيل اتفاق السلام، بدمج 26 ألف مقاتل سابق من الحركات في الجيش عامي 2023 و2024، لكن عادت اتهامات الأزواديين للحكومة بتجميد الاتفاق.
وبشأن توقيت الدعوة لاجتماع طارئ، يقول ممثل "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" في موريتانيا السيد بن بيلا:
• "مرت 8 سنوات ولم ينفذ الاتفاق، مما يدعو لتحرك الوساطة الدولية".
• "في ظل تصاعد هجمات الجماعات الإرهابية على مناطق الأزواديين، وعدم قيام المجلس العسكري في باماكو بردعها، كان لا بد من توجيه الرسالة".
• "بعد كل تفاوض، نفاجأ بالمجلس العسكري يضع عراقيل لتأجيل التنفيذ".
خطوات لـ"الاستقلال"
ويقول العضو المؤسس في الحركة الوطنية لتحرير أزواد بكاي أغ أحمد، بشأن نفس النقطة، إن "باماكو تصدر قوانين مخالفة لبنود الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بالسلطات المؤقتة التي كان يجب أن تكون مستقلة في الإقليم في تعاملاتها حتى الخارجية".
ويرى أغ أحمد في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "اتفاق الجزائر لن ينفذ أبدا، لذلك تترك الحركات الأزوادية الاتفاق على حاله، ولا تعلن الخروج عنه، لأنها ترى أن انتظار تنفيذه مضيعة للوقت".
وبشأن الخطوات المقبلة للحركات الأزوادية، يقول إنها "سترص صفوف كل الأزواديين في مواجهة التغيرات على الأرض"، و"مع استمرار عدم تنفيذ الاتفاق، قد تذهب الحركات الأزوادية للتصعيد بخيارات منها إعلان دولة مستقلة في الإقليم".
أولويات الحكومة
يرى الباحث في الشؤون الإفريقية بجامعة باماكو محمد أغ إسماعيل، أن المجلس العسكري في مالي يرى أن أولوياته التصدي للجماعات الإرهابية التابعة لتنظيمي "داعش" والقاعدة.
ويضيف أغ إسماعيل لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الحركات الأزوادية "تريد تحريك المياه الراكدة"، بطلبها الاجتماع العاجل، خاصة بعد تزايد هجمات الإرهاب في الإقليم.
واتخذت الحركات الأزوادية خطوات لحشد أعضائها ضد الإرهاب، كوسيلة لتوحيد صفوفها، ومن ذلك:
• أعلنت قوات الإطار الاستراتيجي الدائم، المؤلفة من الحركات الموقعة على اتفاق الجزائر، بدء عمليات تمشيط في "أضار أن بوكار" و"إن شنان" و"تاملات" و"منكا"، لطرد "داعش" والمتعاونين معه، وتوسعت لتشمل مدينتي "أنسنغو وغاوا" مرورا بـ"تلاتايت" و"أضيلمن".
• يحشد الإطار الدعم المحلي والدولي له ضد "داعش"، فتوجه لحكومتي باماكو والنيجر وتواصل مع المنظمات المحلية والدولية.