أشارت أحدث استطلاعات الرأي في الدنمارك، إلى أن القوة الشرائية في البلاد تراجعت من عشرين إلى ثلاثين في المئة، مقارنة بنفس الوقت من العام الماضي، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وعلى رأسها أسعار الطاقة. وتعد نسب التضخم التي تجاوزت عشرة في المئة، هي الأكبر منذ أربعين عاما.
ففي أحد أحياء كوبنهاغن، الراقية تعيش عائلة دنماركية دفعها ارتفاع تكاليف المعيشة لتغيرعادتهم اليومية ، هنا تشرح كارينا كيف تستخدم أحد تطبيقات الجوال لمعرفة تسعيرة استهلاك الطاقة قبل قيامها بالأعمال المنزلية.
تقول المواطنة الدنماركية ورب الأسرة، كارينا بولز: "بدأنا نراقب تسعيرة استهلاك الطاقة التي تختلف بين ساعة وأخرى لذلك بدأنا على سبيل المثال تشغيل غسالة الملابس أو الصحون في أوقات منتصف النهار لآن سعرها أرخص".
وتضيف، وهي تتحدث بحرقة وألم لـ"سكاي نيوز عربية": لم نفكر أبدا في السابق بمراقبة الأسعار لكن الآن نعمل على ذلك عبر تطبيق هاتفي خاص، لقد تحولت لشرطي طاقة أرصد أفراد عائلتي وأعطيهم توجيهات لترشيد استخدام الطاقة".
كارينا بولز التي تتقاسم مع زوجها الأعمال المنزلية والشرائية وضعت خطة لخفض المشتريات وتخفيض استهلاك الطاقة لأدنى مستوياته بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.
ويقول زوج كارينا بولز، كاسبر بيبكي: "لقد غيرنا عاداتنا الشرائية، لقد توقفنا عن شراء بعض الحاجيات كشراء ملابس جديدة أو ترفيهية حتى نتمكن من إدخار بعض الأموال".
ويضبف الأب الدنماركي، "زوجتي تحولت إلى شرطي لمراقبة المصاريف للتعايش مع أزمة الطاقة المتفاقمة".
هيئة الإحصاء الدنماركية بينت في دراسة نشرتها في أكتوبر أن نظرة المستهلك وثقته في موارده المالية والحالة الاقتصادية العامة في البلاد وصلت لمستوى غير مسبوق من التشاؤم .. ويعتبر مراقبون أن الأرقام تعكس حالة من القلق وعدم الشعور بالأمان.
ويوضح الخبير الاقتصادي بمجلس خدمات المستهلك، مورتن برون بيديرسن: "القوة الشرائية تقلصت بحوالي 20 -30 بالمئة وهذا يوضح أن هناك فئات في المجتمع تواجه تحدي كبير".
ويضيف الخبير الاقتصادي لـسكاي نيوزعربية: "من المهم الإشارة هنا إلى المجتمع الدنماركي يتكون من فئات مختلفة، فالمجموعات التي كانت قبل الأزمة بالكاد تستطيع تغطية تكاليف حياتها اليومية تأثرت لدرجة كبيرة في هذه الفترة، هذا نلاحظه من الاتصالات التي نتلقاها حول عدم قدرة بعض الأشخاص تسديد أقساط القروض البنكية".
ودراسة أخرى نشرت مؤخرا أشارت إلى أن ربع الدنماركيين سيستهلكون موارد مالية أقل لشراء هدايا لأفراد عائلاتهم خلال فترة الأعياد المقبلة.
وأحدث استطلاعات الرأي الدنماركية أشارت إلى أن نحو 13% من الدنماركيين غيروا من عاداتهم الشرائية اليومية، لتتناسب مع معدلات التضخم العالية وارتفاع تكاليف المعيشة في ظل تخوف من استمرار الازمة .