تصاعدت وتيرة القتال بين روسيا وأوكرانيا مع تكثيف الطرفين استخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، وأخر تلك الأحداث كان تعرض مهبط للطائرات في منطقة كورسك الروسية المحاذية لأوكرانيا لهجوم بطائرة بدون طيار.
وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع كبار مسؤولي "الأمن الداخلي" في البلاد الهجمات الأوكرانية الأخيرة بعد أن اعتبر الكرملين أنها تشكل خطرا على البلاد.
وبحسب خبراء تحدثوا لـموقع "سكاي نيوز عربية" فإن تلك الهجمات ستؤدي لتصعيد خطير في وقت صعب.
أميركا تعلّق
عقب الهجوم الأوكراني، ذكرت الخارجية الأميركية أن واشنطن لا تساعد أوكرانيا أو تشجعها على تنفيذ هجمات خارج حدودها، وأن الولايات المتحدة تقدم إلى أوكرانيا ما تحتاجه للاستخدام على أراضيها للدفاع عن نفسها.
واعتبر الخبير الأوكراني بالعلاقات الدولية قسطنطين جريدين، أن الهجوم يعد مشروعا في ظل القصف الروسي المتواصل، وأوضح أن هناك عدة رسائل من هذا الهجوم، بحسب تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية":
• كييف لن تتفاوض دون انسحاب كامل للقوات الروسية من المدن التي تسيطر عليها.
• قدرات الجيش الأوكراني مستمرة في التصاعد وتستطيع استهداف الداخل الروسي.
• التصعيد الأوكراني ليس وليد الصدفة بل رد على تدمير البنية التحتية للبلاد وبالأخص العاصمة كييف.
• استهداف الداخل الروسي يرجع لتشتيت تركيز روسيا في الداخل الأوكراني فهي استراتيجية محورية في خريطة الصراع.
تصعيد خطير
نددت روسيا بالهجمة الأوكرانية على مهبط للطائرات، ووصف الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، هذه الهجمات بأنها عامل خطر، مضيفا أن هناك تدابير ضرورية ستتخذ دون ذكر تفاصيل، وهنا يقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف أن الغرب وواشنطن متهمان قبل أوكرانيا في تلك الهجمات.
وأوضح بلافريف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن كييف اعتمدت استراتيجية استهداف العمق الروسي آخر 3 أشهر نتيجة عدة عوامل هي:
• بالنظر إلى المساعدات الغربية والأميركية نجد أن معظمها خاص بالحرب الجوية (مسيرات انتحارية وصواريخ موجهة بمدى متوسط وبعيد).
• تم تدريب الآلاف في الداخل الأوكراني وخارجه أيضا على استراتيجية الاستنزاف.
• عدم الحسم الروسي للمعارك على الأرض حتى الآن نتيجة الدعم السخي، ساعد كييف على اتباع الهجوم بعد الدفاع.
وأشار الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية، إلى أن عمليات استهداف العمق الروسي جميعها تتم عن طريق المعلومات الاستخباراتية من الغرب وواشنطن والتي تقدم لكييف، وهذا ما حدث في الهجوم على جسر القرم.
كما تم خلال الأسابيع الماضية قصف نقطة تفتيش حدودية في منطقة كورسك وقبلها أعلن حاكم منطقة بيلغورود إلحاق أضرار بمسارات السكك الحديدية في منطقة شيبيكينسكي السكنية المتاخمة لمنطقة خاركوف.
وتوقع بلافريف، خلال تصريحاته ردا روسيا على الهجوم الأخير والذي استهدف مطارات عسكرية وسيكون في اتجاهين هما:
• رد سياسي، ويتلخص في عدم تنشيط أي مفاوضات مع كييف أو الغرب بعد هذا التصعيد.
• رد عسكري، وسيكون زيادة وتيرة الطلعات الجوية على كييف وجميع المدن وتدمير البنية التحتية ومنع أي استغلال أوكراني للطاقة من أجل تنمية قدراتها العسكرية، كذلك الإسراع من وتيرة حسم النقاط المحورية للصراع في المنطقة الصناعية في دونيتسك حول بلدات باخموت وسوليدار وأفدييفكا.
وأدى الهجوم على مطارين عسكريين والذي يعد الأكبر لأوكرانيا منذ حادثة جسر القرم، إلى مقتل 3 عسكريين روس وإصابة 4 آخرين، وتضرر طائرتين.
وعلى الجانب الأخر كان الرد الروسي سريعا حيث تعرضت مناطق كييف وخيرسون وزاباروجيا وميكولايف لقصف بوابل من الصواريخ من البحر الأسود وبحر قزوين، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.