صدت قوات بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما) هجوما إرهابيا استهدف قاعدة لها، الجمعة، بعد يومين من مقتل مسؤول في البعثة وإصابة اثنين بانفجار لغم شمالي البلاد، مما يشير إلى صعوبة التحديات التي تواجهها.
ووقع الهجوم الجديد على القاعدة المؤقتة للبعثة في مدينة تمبكتو، فيما أكدت البعثة أنها ستواصل تنفيذ مهامها بالتعاون الوثيق مع الماليين.
وتشير أصابع الاتهام لجماعة "نصر الإسلام والمسلمين" الموالية لتنظيم القاعدة في شن الهجوم، حيث سبقه هجوم شنته على الطريق الرابط بين مدينتي تمبكتو وبير.
والأربعاء قتل مسؤول مالي في البعثة، وأصيب متعاقدان ماليان بجروح خطيرة في انفجار لغم.
وقالت البعثة في حسابها على "تويتر"، إن المسؤول "فقد حياته عندما اصطدمت دراجته النارية بعبوة ناسفة" في كيدال شمالي مالي.
تاريخ "مينوسما"
• بعثة تحقيق الاستقرار متعددة الأبعاد في مالي "مينوسما"، هي قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، تشكلت عام 2013 بقرار من مجلس الأمن الدولي.
• تهدف لدعم مالي في تحقيق الاستقرار وتنفيذ خارطة الطريق الانتقالية.
• تساهم فيها 10 دول بما يزيد على 17 ألف جندي.
• أكثر البعثات في العالم التي تتعرض لهجمات إرهابية، أودت بحياة العشرات من جنودها ومسؤوليها.
أزمة الانسحابات
ليس الإرهاب فقط الذي يهدد "مينوسما"، لكنها تواجه كذلك زيادة الأعباء بعد انسحابات متتالية لعدة دول من قواتها، وتعليق أخرى أنشطتها، ومنها:
• أعلنت بريطانيا وكوت ديفوار وألمانيا والسويد الانسحاب.
• علَّقت مصر، ثالث أكبر مساهم في قوات "مينوسما" بما يزيد قليلا على ألف جندي، أنشطة وحداتها وفقا لبيانات موقع الأمم المتحدة، بعد مقتل جنديين مصريين في تفجير عبوة ناسفة يوليو الماضي.
• بين إعلانات القاهرة ولندن وأبيدجان وبرلين، أوقفت أكثر من 20 وحدة عسكرية، من إجمالي 114 وحدة عسكرية، عملياتها، أو تخطط للقيام بذلك على المدى القصير.
• لم يتم الإعلان عن أي بديل للدول المنسحبة، وتجري الأمم المتحدة مناقشات مع عدة بلدان لسد الفجوات.
• إضافة لتقليص العدد، فمن ملامح أزمة الانسحابات أن الجنود الألمان على سبيل المثال كانوا يديرون المستشفى العسكري في غاو شمالي مالي، ويثير رحيلهم المحتمل الخوف من تأثير "الدومينو" بين الفرق الأوروبية بزيادة الانسحابات.
وعن أسباب استهداف جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" لـ"مينوسما"، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة باماكو محمد آغ إسماعيل إن الجماعة لديها مشروع للسيطرة على الحكم، مثل حركة طالبان في أفغانستان.
وأضاف آغ إسماعيل لموقع "سكاي نيوز عربية": "ترى الجماعة طرد قوات حفظ السلام ضرورة لتحقيق هذا الهدف، خاصة أن قوات البعثة منتشرة في المدن الكبرى شمالا، مما يردع الإرهابيين عن دخولها".
وتابع: "إضعاف قوات الجيش والشرطة هدف كذلك لجماعة النصرة، وهذا الإضعاف سيزيد حال مغادرة القوات الأممية التي تقدم لها الدعم".
مستقبل الهجمات
بعد انسحاب القوات الفرنسية من مالي أغسطس الماضي، إثر توتر العلاقات مع المجلس العسكري الحاكم، استغلت جماعة "النصرة" وتنظيم "داعش" الإرهابي الفراغ الذي خلّفته وزادت من هجماتها على الجيش، وكذلك على مقاتلي مجموعة "فاغنر" الروسية التي استعانت بها باماكو لتعويض الرحيل الفرنسي.
وزادت وتيرة الهجمات وسط مالي بنسبة 45 بالمئة بين مايو وأغسطس، مقارنة بالأشهر الأربعة الأولى من 2022، وقتل أكثر من 500 مدني خلال العام.
ويتوقع آغ إسماعيل أن تصعد الجماعة هجماتها أكثر بعد انسحاب وحدات من "مينوسما" أو تعليق عملها.
وأوضحت دراسة للمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية أن الدلائل تشير لأزمة وشيكة في مالي، و"إن انفلت الوضع سينسحب ذلك على دول غرب إفريقيا المجاورة، وهي مناطق نفوذ لدول أوروبية".