أعلنت باكستان، الجمعة، سحب أعضاء بعثتها الدبلوماسية من العاصمة الأفغانية كابل، بعد ساعات من هجوم استهدف سفارتها هناك.
وجاء الهجوم بعد أيام من زيارة وزيرة الدولة للشؤون الخارجية الباكستانية حنا رباني خار، إلى كابل، حيث التقت وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي.
وفي أول رد فعل على استهداف السفارة الباكستانية في كابل، قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الجمعة، عبر "تويتر"، إنه محاولة لاغتيال رئيس بعثة بلاده في العاصمة الأفغانية.
أضاف شريف أن "محاولة اغتيال" نفذت الجمعة واستهدفت مبعوث بلاده لدى أفغانستان، وذلك وسط توترات بين الجارتين، متابعا "أدين بشدة محاولة الاغتيال الخسيسة لرئيس البعثة الباكستانية في كابل".
جاء الهجوم الذي استهدف السفارة الباكستانية، غداة مطالبة الحكومة الباكستانية حركة طالبان الأفغانية الحاكمة بمنع الهجمات الإرهابية القادمة من أراضيها.
علاقات متوترة
- المحلل السياسي الباكستاني، جاسم تقي، رئيس معهد الباب للدراسات الاستراتيجية، قال في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك تراكمات بين البلدين، والعلاقات متوترة بالأساس، والأمر لا يتعلق فقط بالهجوم على السفارة.
- توتر العلاقات يرجع إلى العمليات التي تنفذها طالبان الباكستانية، وهي حركة مرتبطة بطالبان الأفغانية.
- الهجوم على السفارة الباكستانية في كابل يؤشر إلى تدهور العلاقات بين إسلام آباد وكابل، وهو ما توضحه الخطوة التي اتخذتها باكستان بسحب بعثتها على أفغانستان، ردا على التفجير، بدلا من اللجوء إلى الهدوء في ردة الفعل.
- هذه الخطوة من المتوقع أن يكون لها مزيد من التداعيات السلبية على المشهد الأمني في باكستان، في ظل التوترات بين إسلام آباد وحركة طالبان الأفغانية، وأيضا إعلان حركة طالبان الباكستانية إنهاء الهدنة وبدء عمليات عنف في باكستان.
أزمة عابرة
- من جانبه، يرى الدكتور فضل الهادي وزين، رئيس مركز أفغانستان للدراسات والإعلام، أن سحب إسلام آباد أعضاء بعثتها الدبلوماسية من كابل هو أزمة عابرة وإجراء أمني.
- يتوقع فضل الهادي في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن أزمة سحب البعثة الدبلوماسية الباكستانية لن تطول كثيرا، ولن تتطور الأزمة أكثر من ذلك في ظل المصالح التي تربط البلدين.
- العلاقات بين أفغانستان وباكستان مرت بمنعطفات كثيرة، وقد سبق استهداف السفارة الباكستانية عدة مرات في زمن الحكومات السابقة، لكن العلاقات استمرت، وهو ما سيحدث هذه المرة أيضا وستعود البعثة الباكستانية إلى كابل، حسب فضل الهادي.
- لكن رئيس مركز أفغانستان للدراسات والإعلام، يرى أن الهجوم على سفارة باكستان محاولة من جانب منفذي الهجوم لزعزعة العلاقات بين إسلام آباد وحركة طالبان.
- الهجوم يهدف إلى إظهار حكومة طالبان عاجزة عن حماية البعثات الدبلوماسية لديها، مثلما حدث في الهجوم على سفارة روسيا، وفقا لـفضل الهادي.