نجحت قوات الجيش والشرطة في بوركينا فاسو، الخميس، في صد هجوم إرهابي استهدف قوات الشرطة وسجن مدينة توغان في محافظة "سورو" شمالي البلاد.

وفق متخصصين في ملف الإرهاب في بوركينا فاسو، فإن الهجوم يحمل رسائل من الإرهابيين لأنصارهم في السجون وخارجها، ويؤكد حاجة الحكومة للإسراع في تأسيس "كتائب التدخل السريع".

ذكرت مصادر إعلامية بوركينية أن الهجوم بدأ الساعة 5 صباحًا، واستمر إطلاق النار بكثافة حتى الساعة 8 صباح الخميس؛ وهو ما أسفر عن مقتل ضابط شرطة.

وفق التلفزيون الحكومي، فإن قوات الشرطة بدعمٍ من قوات الجيش صدت الهجوم على سجن المدينة ومركز الشرطة، وأوقعت خسائر في صفوف الإرهابيين.

هجمات سابقة

الهجوم الأخير ليس الأول على مدينة توغان:

• ففي 15 أكتوبر 2021، وقع هجوم على قرى غوسون وداكا ويانكور وبوسوم للمطالبة بإغلاق المدارس.

• يناير 2020، استهدف الإرهاب حافلة نقل عام عند منجم على محور توغان، وهو ما تسبب في مقتل 14 شخصًا، بينهم 7 طلاب، وأصيب 17 آخرون.

• ديسمبر 2018، قُتِل 10 من رجال الدرك في هجوم قرب بلدة طوني.

هذا التوغل يؤشر على تمدد الإرهابيين في شمال بوركينا فاسو، خصوصًا مناطق "أودالان" و"سوم" و"سينو".

تُنسَب عمليات العنف في "سوم" إلى جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، وهي منطقة حدودية تستغلها الحركة لتحكم في طرق التهريب لتمويل عملياتها.

أخبار ذات صلة

14 قتيلا على الأقل في هجومين شمالي بوركينا فاسو
بعد إعلان إنهاء "برخان" رسميا.. هذا ما ينتظر الساحل الإفريقي

دلالات الهجوم

تسرد الباحثة البوركينية "منى ليا"، ما تراها مؤشرات الهجوم الجديد فيما يخص أهدافه وطرق عمل التنظيمات الإرهابية:

• هذه التنظيمات أصبحت تركّز على تهريب المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية لدعم صفوفها بالمقاتلين، واستمرار ولائهم لها.

• استهداف قوات الأمن والسجون رسالة لأتباعها لرفع روحهم المعنوية، بالتأكيد على تحكمها في الأوضاع، وقدرتها على تحرير من يسقط في قبضة الشرطة منهم.

• الهجوم يكشف حاجة القوات البوركينية إلى تسريع تأسيس كتائب الدعم السريع التي أعلن عنها الرئيس الانتقالي إبراهيم تراوري، لصد الجماعات الإرهابية.

• كل ما سبق يجب دعمه بالتنسيق الأمني مع دول الجوار، خاصة مالي، لضبط الحدود التي تعد ثغرة كبيرة يتنقل عبرها الإرهابيون بين حدود هذه الدول.

مهام كتائب التدخل السريع

في نوفمبر الماضي، وبعد أيام من توليه الحكم، قرر إبراهيم تراوري، إنشاء 6 فرق من مهامها التدخل بأسرع وقت لمواجهة تهديد سلامة التراب الوطني، وتوفير الحراسة للقوافل اللوجستية الكبيرة لصالح القوات الوطنية، والمشاركة في مكافحة الجريمة المنظمة إلى جانب قوى الأمن الداخلي.

في 24 أكتوبر، أطلق الجيش عملية تجنيد وطنية واسعة تضم 50 ألف متطوع لتعزيز صفوف القوات المسلحة والشرطة.

الإرهاب منذ 2015

• تشهد بوركينا فاسو منذ عام 2015 هجمات إرهابية، تسببت في قتل الآلاف وتهجير مليوني شخص.

• تستغل الحركات الإرهابية الاضطرابات وكثرة الانقلابات العسكرية والصراعات العرقية في الانتشار.

• منذ بداية 2022، شهد شمال بوركينا فاسو أكثر من 400 حادث عنف؛ وهو ما يمثل 16 بالمئة من جميع الأحداث من هذا النوع في منطقة الساحل الغربي بإفريقيا.

• تركز الجماعات الإرهابية على المناطق الحدودية، ومنها جنوب غرب بوركينا فاسو الغنية بالذهب عند الحدود مع كوت ديفوار، وشمال البلاد عند الحدود مع مالي، وتستخدمها نقطة لأنشطة تهريب الأسلحة والبضائع.

• تشير تقديرات رسمية إلى أن أكثر من 40 في المئة من الأراضي خارجة عن سيطرة الدولة، وفقا لمركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية.

• فور توليه السلطة، أعلن إبراهيم تراوري أن مكافحة الإرهاب أولوية وطنية، واتخذ خطوات لتعزيز قدرات القوات المسلحة والشرطة، وتعزيز العلاقات مع دول الجوار، لتحقيق هذا الهدف.