بعث قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، المتوقع بشأن الترشح للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في عام 2024 ، بالعديد من الردود المتفاوتة بين مؤيد ومعارض من داخل حزبه وخارجه.
وفتح القرار الباب واسعا أمام مسارات التحول التي قد تطرأ على السياسات الأميركية الراهنة داخليا وخارجيا حال فوز ترامب مجددا.
ومن المفترض أن يُعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الثلاثاء، أنه "مرشح للانتخابات الرئاسية" لعام 2024، حسبما أكد أحد مستشاريه المقربين.
قال جيسون ميلر، مستشار ترامب، عبر بودكاست "وور روم" الذي يُقدمه صديق آخر للرئيس الجمهوري السابق هو ستيف بانون، إن "ترامب سيُعلن الثلاثاء، أنه مرشح للانتخابات الرئاسية. وسيكون إعلانا احترافيا جدا ومتقنا جدا".
اعتبارات متعددة
- رأى الباحث المختص بالشأن الأميركي كمال الزغول، أن حظوظ ترامب تعد أقل بكثير من سابقتها في انتخابات الرئاسة الأميركية 2020.
في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أوضح الزغول أن السيناريوهات الخاصة بالانتخابات الأميركية وكذلك حظوظ المرشحين لا تزال غير واضحة لعدة أسباب.
- الأول: هو تأخر الرئيس الحالي جو بايدن، في الإعلان عن موقفه من الترشح لفترة رئاسية ثانية، بسبب تأخير نتائج الانتخابات النصفية التي لم تضح حتى اللحظة.
- الثاني: عدم بروز شخصيات أخرى من الحزبين للترشح يجعل الناخب الأميركي يؤخر ولاءاته لحين البت بأي خريطة انتخابية، وبالتالي من الأفضل انتظار نتائج انتخابات مجلس الشيوخ، والأقوى من ذلك هو صدور القائمة النهائية لنتائج انتخابات حكام الولايات، لأن حاكم الولاية هو ومجلسه التشريعي من يوقعون مواقيت ومواعيد الانتخابات التمهيدية في كل ولاية للانتخابات الرئاسية المقبلة.
- الثالث: تلعب مواعيد الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2024 دورا كبيرا في رسم الخريطة الانتخابية في الولايات، لذلك من الضروري الانتظار لوضع سيناريو دقيق حول نتائجها.
وحسب الزغول لا تزال سيناريوهات حظوظ ترامب متفاوتة، لكن يمكن أن تختلف الأجندة، ويحظى بدعم أكبر في حال استمر الديمقراطيون بتبني قضايا الإجهاض والمرأة التي تشكل أكثر من نصف الناخبين الأميركيين، وأيضا قضية الهجرة وقضية اقتناء الأسلحة، وجميعها قضايا تثير الجدل في الشارع الأميركي.
في المقابل، إن تمكن الديمقراطيون من تقليل نسبة التضخم وخفض أسعار الوقود سيواجه ترامب صعوبة في منافستهم.
يقول الزغول: "حظوظ ترامب في حملته الانتخابية المقبلة هي أقل من حظوظه في عام 2020، لكن علينا أن ننتظر الخريطة الانتخابية التمهيدية لكل ولاية، وعلينا النظر في قائمة منافسيه، لأن التنافس داخل الحزب الواحد من خلال الانتخابات التمهيدية أحيانا يُحدث انقساما بين أعضاء الحزب الواحد".
مواقف متفاوتة
وبوجه عام، يواجه قرار إعلان ترامب الترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية 2024، اعتراضا من جانب فريق من مستشاري الرئيس السابق، في حين يضغط سياسيون عليه للقيام بذلك.
اقترحت مجموعة من السياسيين المقربين لترامب على الرئيس السابق، تأجيل موقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية 2024، إلى ما بعد جولة الإعادة بمجلس الشيوخ في جورجيا في ديسمبر، حسبما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة".
تعرض ترامب لضربة قوية بعد الأداء المخيب للآمال من المرشحين اليمينيين الذين أيدهم في انتخابات التجديد النصفي، خصوصا مع هزيمة المرشح الجمهوري محمد أوز، في ولاية بنسلفانيا، وهو ما جعل عدم اليقين يخيم على الحزب الذي سيسيطر على مجلس الشيوخ.
يحث مستشارون آخرون ترامب على التأجيل حتى جولة الإعادة بمجلس الشيوخ، ثم يقرر بعد ذلك كيفية إعلان ترشيحه بناء على كيفية توجه الأصوات في جورجيا.