تواجه تركيا التي تتميز بغاباتها الممتدة على مساحات واسعة أخطارا تتمثل في قوانين غير صارمة في حمايتها، وحرائق التهمت مساحات شاسعة منها.
وتمتد الغابات في تركيا على مساحة تقارب ثلاثة وعشرين مليون هكتار، مغطية نسبة 29 في المئة من المساحة الكلية للبلاد.
وتتميز هذه الغابات بتنوعها، ونموها في مرتفعات جعلتها تلعب دورا حيويا في تقليل تأثير الاحتباس الحراري.
لكن هذه الميزة، تقوضها الحرائق التي تندلع على نطاقات واسعة بين الفينة والأخرى.
وعن العوائق التي تحول دون حماية هذه الغابات، يقول مدير عام مديرية الغابات بتركيا، حكمت أوز تورك: "للأسف غاباتنا معرضة لمخاطر من بين أسبابها القوانين، فرغم أنها تنص على حماية البيئة، إلا أنه حال تعارضها مع مواقف معينة كحفر مناجم الفحم وغيرها، يجمد تطبيق القانون".
وأضاف أوز تورك: "هناك قوانين تسمح بتملك الغابات لمدد غير محددة، وهو ما يؤدي لاجتثاث الكثير من الهكتارات بإعلانها أماكن سياحية يجوز التصرف بها كما يشاءون".
خطر آخر يحدق بغابات تركيا، يتمثل في الحرائق، التي التهمت العام الماضي نحو أربعين ألف هكتار.
وحول هذه النقطة يوضح أوز تورك: "التغيير المناخي وارتفاع درجات الحرارة والجفاف وسرعة الرياح، أسباب لإشعال الحرائق، لكن النسبة الأكبر من ذلك كله تعود لأخطاء بشرية أو أفعال تخريبية متعمدة، وذلك يؤدي لزيادة نسبة الكربون في الجو، وإلى الجفاف، ولكي تعود الظروف طبيعية نحتاج لوقت طويل".
واختصارا للزمن وحفاظا على الرئة الخضراء لتركيا، اتخذت الفرق المختصة جملة تدابير لحمايتها، تحدث عنها مهندس الغابات، مير غول تاش قائلا: "لا نستسلم للحرائق وأضرارها، فنحن نعيد زراعة الغابات إما بالبذور أو بالشتلات، وأحيانا لا حاجة لتدخلنا، فالطبيعة تتكفل بإحيائها. كذلك تم تجهيز ونشر نقاط إطفاء حول الغابات".
ورغم هذه الإجراءات، فإن المراقبين يقولون إنها غير كافية للحفاظ على ديمومة الغابات، فالمطلوب وفقا لهم لدوام استمتاع الأجيال بهذه الغابات، التحلي بمسؤولية جماعية، لدرء الأخطار عن المساحات الخضراء وغيرها من ألوان الطبيعة.