جددت الأمم المتحدة دعوتها لإقامة نظام "إنذار من الكوارث" لجميع سكان الأرض، بهدف التمكن من إنذار كل شخص في العالم، من خطر وشيك، مع اقتراب الأمطار الموسمية والأعاصير، أو أي ظواهر أخرى على صعيد الأحوال الجوية، فكيف يمكن أن يحصل إنذار مبكر؟ وما أهمية ذلك؟.
المجتمعات الضعيفة في المناطق المعرضة للاحترار، تباغتها كوارث مناخية، واحدة تلو الأخرى، من دون أي وسيلة إنذار استباقية.
ويواجه سكان إفريقيا وجنوب آسيا وأميركا الوسطى والجنوبية، والدول الجزرية الصغيرة، خطرا أعلى بـ15 مرة للموت بسبب كارثة مناخية.
هذا ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عند إعلان الأمم المتحدة خطة تزيد قيمتها عن 3 مليارات دولار، لكي يتمتع كل سكان العالم بحلول 5 سنوات، بحماية من كوارث الطقس، بواسطة شبكة إنذار مبكر.
وتهدف هذه الخطة إلى التمكن من إنذار كل شخص في العالم من خطر وشيك مع اقتراب الأمطار الموسمية والأعاصير أو أي ظواهر قصوى مناخية، التي أصبحت أكثر تواترا وقوة بسبب التغير المناخي.
ويمكن للإنذار المبكر يمكن أن ينقذ أرواحا، ويوفر مزايا اقتصادية ضخمة، على حد قول الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتر تالاس.
فالإبلاغ بظاهرة خطرة قبل 24 ساعة عن حدوثها، يمكن أن يخفض الأضرار بنسبة 30 بالمئة، وفقا للخبراء.
وستستثمر الخطة في 4 قطاعات، هي معرفة أفضل للمخاطر بوقوع كارثة، وإقامة أجهزة مراقبة المخاطر والإنذار، وتعزيز قدرات التحرك على الأرض، ونقل المعلومات عن المخاطر إلى كل الذين يحتاجونها.
من جهة أخرى، تتزايد التساؤلات عما إن كانت ستنجح الخطة التي وضعتها الأمم المتحدة، نظرا إلى تباين قدرات الحكومات حول العالم.
وفي هذا الصدد، نوه المستشار في "طقس العرب"، جمال الموسى، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى "مقولة صادرة عن منظمة الأرصاد الجوية العالمية، بأنه لا يمكن مواجهة الكوارث الطبيعية، لكن التخفيف من آثارها ممكن عبر التنبؤ الدقيق وأجهزة الإنذار المبكر".
وأشار إلى أن ذلك "يتيح الفرصة ليتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية، للتقليل قدر الإمكان من الأضرار التي تلحق بالأرواح والممتلكات".
وأضاف الموسى: "الكوارث الطبيعية موجودة منذ قديم الأزل، لكنها الآن ازدادت شدة وتواترا وعنفا واتساعا بسبب التغير المناخي".
ولدى سؤاله عما إذا كان من الممكن ألا يتمكن الخبراء من التنبؤ ببعض الكوارث، حتى بعد تطبيق نظام الإنذار المبكر، قال: "في بعض الحالات قد تكون هناك كوارث جوية مفاجئة، مثل الفيضانات الخاطفة، حيث تحدث أمطار غزيرة في منطقة معينة، لكن السيول والفيضانات تداهم منطقة أخرى فجأة، أو إذا كانت التنبؤات غير دقيقة".
وفي الوقت نفسه، استطرد قائلا: "لكن مع استخدام التكنولوجيا والعلم والتنبؤات الدقيقة، فإنه من الممكن التنبؤ بالحدث من 24 ساعة على 3 أيام قبل وقوعه".