يمثل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 27" فرصة لإفريقيا لعرض مطالبها، والحصول على التمويل اللازم لمكافحة التغيرات المناخية التي تضربها، والتي استغلتها جماعات إرهابية لزيادة تمددها وسيطرتها على الثروات الطبيعية.
وتعد منطقة الساحل الإفريقي الغربي، ومن بين دولها بوركينا فاسو والنيجر ومالي ونيجيريا، من أشد مناطق العالم تأثرا وتضررا بالتغيرات المناخية رغم أنها من أقل البلاد مساهمة في الانبعاثات التي أضرت بالمناخ.
مخاطر تهدد دول الساحل
تكالب على سكان دول الساحل عدة مخاطر متتابعة، أصبحت الآن متزامنة، تهدد لتجفيفها من ثرواتها، ومنها:
- خطر المتغيرات المناخية، الممثلة في موجات ارتفاع الحرارة والتصحر والجفاف والفيضانات التي تضرب أراضي المنطقة ومحاصيلها ومواشيها وبنيتها التحتية.
- الجماعات الإرهابية التي تتسابق للاقتناص الثروات الناجية من الكوارث الطبيعية، ومنها جماعات "بوكو حرام" وفروع "داعش" و"القاعدة".
- النزاعات المسلحة القبلية والعرقية بين سكان البلد الواحد.
- الانقلابات العسكرية الكثيرة والمتتابعة التي لا تسمح باستقرار يدعم التنمية.
- صراعات الرعاة والمزارعين على المناطق الزراعية.
تأثير تغير المناخ خلال قرن
- تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى تدهور حوالي 80 بالمئة من الأراضي الزراعية، بينما يتنافس في الوقت ذاته نحو 50 مليون شخص على أراضي منطقة الساحل.
- ترتفع درجات الحرارة في المنطقة بمعدل أسرع 1.5 مرة عن متوسط ارتفاع درجات الحرارة عالميا، وذلك في بلاد تعتمد على الزراعة وتربية الماشية، وهو ما يعني فقدانا سريعا لهذه الثروات.
- بحسب الأمم المتحدة، فمن المتوقع انخفاض المحاصيل الزراعية بنسبة 20 بالمئة كل عقد بحلول نهاية هذا القرن في بعض أجزاء منطقة الساحل.
- هذه الكوارث والتغيرات أجبرت الكثير من السكان على النزوح والهجرة، وارتفع عدد النازحين داخليا بشكل كبير السنوات الخمس الأخيرة، خاصة مع تصعيد الهجمات الإرهابية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
الثروات الطبيعية في قبضة الإرهاب
بحسب المحلل السياسي من مالي، إبراهيم صالح، فإن قضايا المناخ والمراعي في الساحل يتم التعامل معها من خلال نسق اجتماعي كلاسيكي قديم، تبعا لمواسم الأمطار والجفاف، وما يتبعها من قلة المراعي وندرتها.
وأضاف صالح: "وسط التهديدات المناخية التي تضرب المراعي والأراضي الزراعية، بات أكثر ما يلمع أمام أعين الجماعات الإرهابية مناجم الذهب، ما يزيد معاناة السكان، لأنه إضافة لفقدان بلدهم ثروة الذهب، فإنه يتم استخدامهم فيما يشبه نظام السخرة".
واعتبر المحلل السياسي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذه المناجم "من أبرز أسباب الصراع والاقتتال بين هذه الجماعات للاستحواذ عليها كمصدر لتمويل عملياتها، وهذا الاقتتال ينعكس أيضا على السكان من ناحية تهديد الأمن".
وبتعبيره، فإن ملف التنقيب عن الذهب في منطقة الساحل هو "أحد الملفات السوداء التي تأخر فتحها كثيرا".