"بينظير بوتو لا تلوم إلى نفسها"، هكذا عنون رئيس وزراء باكستان السابق عمران خان الذي نجى من محاولة اغتيال شبيهة بتلك التي استهدفت بوتو، مقالته المنشورة يوم 21 أكتوبر 2007.
وقال عمران خان في مقاله المنشور بصحيفة "تليغراف" البريطانية: "يؤسفني أن أقول هذا، لكن قصف موكب بينظير بوتو أثناء سيرها في كراتشي ليلة الخميس كان مأساة على وشك الحدوث. يمكنك القول أنه كان لا مفر منه (...) كان الجميع هنا يعلمون أنه سيكون هناك حشد ضخم يحضر لرؤيتها تعود بعد ثماني سنوات في المنفى الاختياري".
وتساءل خان الذي أًصيب في قدمه خلال مسيرة وهو في مدينة وزير آباد بشرق البلاد، حين فتح مسلح النار على موكبه: "كيف كان من الممكن في أي وقت مراقبة مثل هذا الحشد الكبير وضمان عدم تسلل مفجرين انتحاريين إليه؟ قد يبدو هذا قاسياً بنفس القدر، لكن ليس عليها سوى إلقاء اللوم على نفسها."
وبعد عقدين من الزمن، ولسخرية القدر، كاد أن يتكرر سيناريو اغتيال أول امرأة تتولى رئاسة وزراء باكستان في هجوم انتحاري لم تتضح ملابساته بعد، مع خان الذي قال إنها (بوتو) جعلت نفسها هدفا للاغتيال بنزولها في موكب حاشد، عقب عودتها من المنفى.
وعادت بوتو إلى باكستان "من خلال عقد صفقة مع حكومة مشرف - صفقة توسط فيها البريطانيون والأميركيون على حد سواء - كانت تأمل في التخلص من تهم الفساد التي وجهت إليها. ما لم تأخذه في الاعتبار هو عدم شعبية مشرف. يُنظر إليه في باكستان على أنه عميل أميركي. وحرب الولايات المتحدة على الإرهاب، التي يؤيدها، يُنظر إليها الآن على أنها حرب ضد الإسلام." على حد قوله.
ولفت خان في مقاله إلى أن "الأمر مختلف بالنسبة لي عندما أقوم بحملات علنية، حتى في المنطقة الحدودية، لأنني لا يُنظر إلي على أنني عميل لأميركا، أو مؤيد للحرب على الإرهاب".
محاولة الاغتيال
- أصيب رئيس الوزراء الباكستاني السابق برصاصة في قدمه خلال تجمع سياسي، الخميس، حين فتح مسلح النار على موكبه مما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة في قدمه، وكذلك إصابة بعض من أنصاره.
- نقلت وسائل إعلام باكستانية أن منفذ الهجوم على عمران خان أقر بأنه أراد قتله، وقال إنه تصرف بشكل مستقل.
- كان خان يقود مسيرة احتجاجية صوب إسلام أباد للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، حين تعرض موكبه لإطلاق النار.
- بعد تلقي الإسعافات الأولية، عمد رئيس وزراء باكستان السابق عمران خان إلى التلويح لأنصاره لطمأنتهم بعد محاولة اغتيال فاشلة.
ليست المرة الأولى
هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مسؤول سياسي بارز لمحاولة اغتيال، فقد تعرض اثنين من رؤساء الوزراء السابقين للاغتيال وهم في سدة الحكم، كانت البداية مع أول رئيس وزراء لباكستان لياقت علي خان في 1951، ثم ينازير بوتو في عام 2007.
عاشت بوتو في المنفى بين بريطانيا والإمارات لثمانية أعوام إلى أن عادت يوم 18 أكتوبر 2007 إثر عفو عام شملها وأصدره الرئيس برويز مشرف في إطار اتفاق على تقاسم السلطة فعادت وخاضت الانتخابات، رغم ما تلقته من تحذيرات.
في 27 ديسمبر 2007 وبعد خروجها من مؤتمر انتخابي، وفيما كانت تحيي الجماهير وهي واقفة في سيارتها تم إطلاق النار عليها فأصيبت في عنقها وصدرها، بعدها تمت عملية تفجير قام بها انتحاري لتلقى مصرعها.