أريزونا ولاية أميركية جنوبية معروفة بمناخها الصحراوي، لكنها معروفة أيضا بإنفاقها المالي الغزير على حملات انتخابات التجديد النصفي، المقررة الثلاثاء المقبل، وتشكل استفتاء على أداء الرئيس جو بايدن.
وأريزونا صارت من بين أكثر خمس ولايات إنفاقا في الحملات الانتخابية من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في محاولة للظفر بهذه الولاية التي دخلت حديثا مجموعة الولايات المتأرجحة، ما جعلها ساحة للمنافسة الشرسة بين الحزبين.
وحلت أريزونا في المرتبة الثالثة بوصفها الأكثر إنفاقها على الحملات الانتخابية بواقع 1.8 مليار دولار.
ويظهر الإنفاق في الإعلانات وصور المرشحين تملأ شوارع مختلف المدن في الولاية.
وحرارة الطقس في أريزونا لن تكون أعلى من حرارة المنافسة الشديدة في انتخابات التجديد النصفي، التي تشمل انتخاب كل أعضاء مجلس النواب الـ 435، و35 من أعضاء مجلس الشيوخ الـ100.
لكن من منهما سيظفر بأغلب وأهم المقاعد في هذه الانتخابات؟
ويقول أدم كينزي، المدير السياسي السابق لمرشح مجلس الشيوخ ريتشارد كارمونا لـ"سكاي نيوز عربية": "عادة ما تكون انتخابات التجديد النصفي سيئة بالنسبة لحزب الرئيس، لكن بمجرد أن صدر قرار ’رو فيرسس وايد‘ تحولت هذه السنة الجيدة بالنسبة للجمهوريين إلى أحد أكبر التحديات بالنسبة لهم".
وأضاف: "لأن مسألة الإجهاض باتت أولوية لدى كثير من الناخبين هنا في أريزونا خاصة النساء والمستقلين، والخيارات التي طرحها الحزب الجمهوري كمرشحين لمختلف المقاعد لا يؤمنون بحق الإجهاض".
بالنسبة لآدم الذي عمل كمستشار سياسي لصالح الديمقراطيين في الولاية، الديمقراطيون سيؤكدون هيمنتهم على الولاية من جديد.
لكن الأمر مختلف بالنسبة لجورج خلف الذي يرأس واحدة من الشركات التي تقدم بيانات دقيقة عن الوضع الانتخابي في الولاية، واستشارات تضمن بقاء المحافظين في المجالس التشريعية لأريزونا.
ويقول خلف: "أريزونا ليست حمراء فاقعة اللون فهي ليست وايومينغ أو لويزيانا، ولكنها أيضا ليست كولورادو. لا أعتقد أنها ستبقى بنفسجية لدرجة تصبح فيها ولاية زرقاء. لأنه عكس كولورادو مثلا، لدينا ساكنة قوية من اللاتينيين الذين أظهرت الدراسات أنهم لم يعودوا ناخبين للديمقراطيين بسبب عدة مبادئ دينية ومتعلقة بالعائلة يتشاركونها مع الجمهوريين.
ويضيف: "صحيح أن ناخبي ضواحي مقاطعة ماريكوبا جنحوا نوعا ما إلى الديمقراطيين في السنوات الأخيرة، لكنهم في نفس الوقت غير مرتاحين مع التوجهات الراديكالية للديمقراطيين".
وكان الديمقراطيون قد فازوا في هذه الولاية في انتخابات عام 2020، بعدما كانت تعد قلعة جمهورية، ويعتقدون أنهم قادرون على تكرار الأمر، لكن الجمهوريين يؤكدون أن ما حدث، استثناء لن يتكرر.