كشفت النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية، صعود أسهم معسكر اليمين المتطرف الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق، بنيامين نتانياهو، والذي يتوقع عودته رئيسا لوزراء تل أبيب مجددا.
وحصد تحالف أحزاب اليمين 62 مقعدا في انتخابات الكنيست، مما يمهد الطريق أمام عودته السياسية وفترة ولاية سادسة قياسية في السلطة، اعتمادا على سيطرة أربعة أحزاب على رأسها حزبا "الصهيونية المتدينة"، وحزب "القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير.
وحصد حزب "الصهيونية المتدينة" 14 مقعدا، وبات ثالث أكبر الأحزاب المُشكّلة للكنسيت، ومن ثم سيكون بن غفير قريبا من تولي منصباً وزارياً في الحكومة المقبلة التي سيعكف زعيم حزب الليكود نتنياهو على تشكيلها.
ووفق مراقبون، فقد كانت أحد العوامل الأساسية التي رجحت فوز كتلة نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، هو الصعود غير المسبوق لليمين المتطرف.
وفي مقال بجريدة "الغارديان"، يرى لويد غرين أن صعود اليمين المتطرف في السياسة الإسرائيلية سيشكل ضغطا على علاقات إسرائيل مع العالم، مضيفا: "صعود حزب الصهيونية المتدينة وبن غفير سوف يزعج بايدن ويمتحن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وقبل عقد الانتخابات، طلب بن غفير تولي حقيبة الأمن الداخلي، في إطار المفاوضات المقبلة لتشكيل الحكومة.
تطوير التحالف
وأشار تقرير نشره موقع "أكسيوس"، إلى أنه لسنوات عديدة، حافظ نتنياهو على مسافة من اليمين المتطرف، وخاصة مع بن غفير وحزبه، لكن منذ انتخابات 2019، طور علاقته مع السياسي اليميني المتطرف حيث عمل على توحيد توجهاتهم المختلفة، وقام على عكس أي زعيم سابق في الليكود، بتطبيع هذه العلاقة داخل دائرته الانتخابية.
وقال بن غفير إنه يريد إنشاء وزارة جديدة لتشجيع هجرة ما أطلق عليهم "الأعداء والأشخاص غير الموالين" للدولة، كما يسعى لإصدار قوانين لتنفيذ حكم الإعدام بحق من يسميهم "إرهابيين".
وأظهرت النتائج الأولية حصول حزب الليكود بزعامة نتانياهو على 32 مقعدا، وحزب لبيد على 24 مقعدا، وتحالف "الصهيونية الدينية" بزعامة بن غفير على 14 مقعدا، و"المعسكر الوطني" بقيادة بيني غانتس على 12 مقعدا، بالإضافة إلى حزب "شاس"الديني الشرقي المتدين على 12 مقعدا.
إزعاج محتمل
من جانبه، توقع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه من المقرر أن تعلن نتائج الانتخابات الإسرائيلية بشكل رسمي يوم الثامن من الشهر الجاري، لكن بات من الواضح بشكل قطعي أن نتنياهو يعود ومعه اليمين المتطرف إلى الحكم.
وأضاف الرقب أن وصول بن غفير إلى الحكم وهو صاحب سياسات أكثر تطرفا ضد العرب، سيكون له دلالته الواضحة وقد يمثل صداما، متوقعا أن تؤثر نتائج الانتخابات الراهنة على مسار السلام.
وأوضح أنه على الصعيد الداخلي، تم استنفار الناخب الإسرائيلي ليشعر بالاستقرار بعد 5 جولات من الانتخابات، نتج عن ذلك وصول اليمين إلى الحكم، ومن ثم قد نرى بن غفير وزيرا للأمن في حكومة نتنياهو، وقد يشكل ضغطا على نتنياهو نفسه، لأنه بالتأكيد سنرى المزيد من الأزمات في بُنية هذه الحكومة الجديدة، وسيمثل إزعاجا لكل من يتحدث في أوروبا أو العالم عن السلام.
وبعد إعلان نتائج الانتخابات، ستبدأ المشاورات مع الأحزاب والائتلافات يوم التاسع من نوفمبر، وعند تكليف شخص لتشكيل الحكومة والأقرب هو نتنياهو سيمنح 28 يوما لهذه المهمة، وفي حال فشله سيمدد له 14 يوما، لكن الرقب يشير إلى أن نتنياهو بدأ بالفعل في المشاورات قبل أن تظهر النتائج الرسمية.