بدأت في جنوب إفريقيا، الثلاثاء، محادثات السلام الرسمية الأولى التي تستهدف إنهاء الحرب المستعرة منذ عامين بين الجيش الإثيوبي وقوات من إقليم تيغراي شمالي البلاد، وستنتهي الأحد.
وهذه فرصة سانحة لإنهاء الأزمة التي تسببت في مقتل الآلاف وتشريد ملايين، وترك مئات الآلاف على شفا مجاعة في ثاني أكبر دول إفريقية من حيث عدد السكان، مما تسبب في زعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي.
وتبدأ المحادثات، التي تتوسط فيها مفوضية الاتحاد الإفريقي، مع بدء تحقيق الحكومة مكاسب مهمة في ميدان المعارك، إذ سيطرت على مدن كبرى في تيغراي خلال الأسبوع المنصرم.
وأثار هجوم قوات الحكومة، الذي نُفذ بالاشتراك مع قوات حليفة من إريتريا المجاورة، مخاوف تتعلق بالتسبب في مزيد من الأذى للمدنيين، مما أدى إلى مطالبة زعماء إفريقيا والولايات المتحدة وأوروبا وحتى البابا فرنسيس بوقف إطلاق النار وعقد محادثات عاجلة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة في جنوب إفريقيا فنسينت ماغوينيا في مؤتمر صحفي، إن بلاده "تأمل أن تكون المحادثات بناءة وأن تؤدي إلى تحقيق سلام دائم لدولة إثيوبيا الشقيقة العزيزة".
ويقود فريق وسطاء مفوضية الاتحاد الإفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانغو، والرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا، وفومزيلي ملامبو نكوكا النائبة السابقة لرئيس جنوب إفريقيا.
وقال الاتحاد الإفريقي إن ممثلي الأمم المتحدة والولايات المتحدة شاركوا كمراقبين.
جذور الصراع
• تعود الأزمة إلى مظالم قديمة، حين سيطرت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وهي حركة تمرد تحولت إلى حزب سياسي، على الائتلاف الحاكم في إثيوبيا.
• منذ خسر الائتلاف السلطة على المستوى الوطني عام 2018، دخلت الجبهة، التي ما زالت تتمتع بهيمنة في معقلها شمالي البلاد، في شقاق مع الحكومة الاتحادية بقيادة رئيس الوزراء أبي أحمد.
• اتهمت الحكومة الجبهة بالسعي إلى استعادة هيمنتها الوطنية وهو ما نفته الجبهة، بينما اتهمت الجبهة حكومة أحمد بقمع سكان تيغراي والمبالغة في تركيز السلطة لديها، وهو ما نفته أديس أبابا.
وقال وفد تيغراي إن تركيزه في محادثات جنوب إفريقيا سينصب على الإيقاف الفوري للأعمال العدائية، والوصول من دون قيود إلى تيغراي لتقديم المساعدات الإنسانية، وانسحاب القوات الإريترية.
وقالت الحكومة إنها ترى في المحادثات فرصة لتسوية الصراع و"تعزيز عملية تحسين الوضع في الأرض"، وهي إشارة واضحة إلى تقدمها العسكري في تيغراي.
وتضيف الحرب مشكلة إلى مشكلات خطيرة أخرى، منها جفاف هو الأسوأ على مدى 4 عقود تسبب في أزمة غذاء وأضر الاقتصاد بشدة.
وكان رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، وهو من تيغراي وشغل منصب وزير في الحكومة الإثيوبية في الماضي، قد وجه في وقت سابق أحدث انتقاد ضمن سلسلة من الانتقادات العلنية لأفعال الحكومة الحالية.
وكتب تيدروس على "تويتر" يقول: "بسبب الحصار المفروض على تيغراي، في إثيوبيا، مات الكثير من الناس جوعا، ومن مجاعة من صنع الإنسان وعدم الحصول على الرعاية الصحية الأساسية في العامين الماضيين".
ونفت الحكومة الإثيوبية مزاعم المنظمات الإنسانية بأنها تمنعها من الوصول إلى تيغراي، واتهمت تيدروس بمحاولة مد قوات تيغراي بالأسلحة ودعمها دبلوماسيا، وهو ما ينفيه.