تشير استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إضافة إلى التوجهات في الإنفاق للحزبين الجمهوري والديمقراطي في الحملات الانتخابية للتجديد النصفي إلى أن من المحتمل جدًا أن يستعيد الجمهوريون الأغلبية في الكونغرس بأكثر من 20 مقعدًا.
وقال موقع إكسيوس الإخباري إنه قبل أسبوعين من موعد الانتخابات النصفية المقررة في 8 نوفمبر، تشي الدلائل بعودة ظهور "موجة حمراء" يمكن أن تكتسح كلا المجلسين النواب والشيوخ، حيث يحدو الحزب الجمهوري تفاؤلا كبيرا بأنه سيتمكن من الحصول على المقعد الوحيد الضروري - على الأقل - لاستعادة الأغلبية في مجلس الشيوخ.
وأضاف الموقع أن "البيئة السياسية الحالية التي تشكل مسار السباق للسيطرة على مبنى الكابيتول، تشير إلى أن تسونامي الحزب الجمهوري يمكن أن يضرب بعض الولايات الزرقاء التي يسيطر عليها الديمقراطيون، مشيرا إلى أن هناك فرصة كبيرة للحزب الجمهوري في ولايتي جورجيا وأريزونا- على الرغم من حملات الحزب الانتخابية المخيبة ضد المرشحين الديمقراطيين في تلك الولايات."
ولفت موقع إكسيوس إلى أن القضايا التي عصفت بالحزب الديمقراطي أعطت دفعة لأشرعة الحزب الجمهوري في سباق الانتخابات النصفية أبرزها: ارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع أسعار الغاز الذي جاء في وقت متأخر، إضافة إلى قضية حق النساء في الإجهاض خاصة بعد إلغاء المحكمة العليا القرار في قضية رو ضد وايد في يونيو الماضي.
وكان قد ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء خطابا سعى فيه لإعادة تعبئة الأميركيين حول قضية الإجهاض، متعهدا بإدراج هذه المسألة في القانون الفيدرالي في يناير المقبل في حال فوز الديموقراطيين بالغالبية في الكونغرس، إلا أن القلق يكتنف الأروقة داخل الحزب الديمقراطي من أن الخطابات التي تركز على قضية الإجهاض تمنع المرشحين من الحديث عن الاقتصاد، بحسب موقع إكسيوس.
وأشار تحقيق أجراه معهد سيينا مع صحيفة نيويورك تايمز ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي يشير إلى أن 26 بالمائة تقريبا من المستطلعة آراؤهم اعتبروا قضية الاقتصاد أولوية، و18بالمائة منهم التضخم، فيما لم يعد الإجهاض أولوية سوى لدى 5 بالمائة من الأميركيين.
ونقل موقع إكسيوس عن أحد المحللين الاستراتيجيين الديمقراطيين المشاركين في سباقات الكونغرس الكبرى القول: "ما زلنا نفوز بالنساء المستقلات ولكن ليس كثيرًا"، مضيفا "منذ ستة أسابيع، كنا نفوز بأصواتهن بأرقام مضاعفة. والآن اقتربنا من 50-50 من الأصوات مناصفة مع الحزب الجمهوري."
وما يثير مخاوف الديموقراطيين بصورة خاصة أن اهتمامات الناخبات المستقلات تغيرت على ما يبدو. فبعدما كان الديموقراطيون يتقدمون على الجمهوريين بـ14 نقطة لدى هذه الشريحة من الناخبين، بات الجمهوريون يتقدمون عليهم حاليا بـ18 نقطة.
كما يشير استطلاع حديث لجامعة مونماوث الأميركية أن نحو ثلثي المستطلعة آراؤهم يرغبون في أن يولي بايدن مزيدًا من الاهتمام "للقضايا التي تهم الأسرة" –من بينهم 36 بالمائة من الديمقراطيين.
ويظهر الاستطلاع أن مناصري الحزب الجمهوري "المتحمسين" للتصويت يفوق نظراءهم من الحزب الجمهوري حيث يبلغون 64% مقارنة بمناصري الحزب الديمقراطي الذين يبلغون 59 بالمائة.
وكانت قد أعلنت شبكة إي بي سي/ إبسوس ABC News/Ipsos، عن تقدم الحزب الجمهوري على الحزب الديمقراطي، وفق آخر استطلاع أجرته الشبكة، مشيرا إلى أن الحزب الديمقراطي الحاكم يواجه أزمة داخلية كبيرة.
فيما أفادت صحيفة "بوليتيكو"، بأن ثقة الأميركيين بالحزب الجمهوري في مواجهة الأزمة الاقتصادية في ظل ارتفاع أسعار الغاز بلغت 36 بالمائة ما يفوق ثقتهم بالحزب الديمقراطي بمقدر 12 – 14 بالمائة.